الماء
اختلط الماء في كلّ موجودات الحياة دون استثناء بنسبة كبيرة، فكان أساس الحياة وبعثُ الروح فيها، وهذا ما أقرّه الله تعالى في كتابه العزيز حين قال: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)، فالماء رغم انعدام لونه، وطعمه، ورائحته هو ركيزة أساسية في الحياة لا تقوم بدونها، ومظهر من مظاهر الجمال فيها لا غنى عنه.
أهمّية الماء
للماء أهمّية كبيرة، وفوائد واستخدامات لا تعدُّ ولا تُحصى في حياة هذا الكوكب ومخلوقاته كافّة، بدءاً من أصغر ذرّاته وحتى أكبر موجوداته، ففي الماء تجري التفاعلات اللازمة لحياة الإنسان داخل جسمه على أكمل وجه، ومنه يتكوّن الدم المسؤول عن حمل الأكسجين والغذاء لكافّة أنحاء الجسم، وبه تكتمل حياته الخارجيّة أيضاً فيستخدمه الإنسان للشرب، والحفاظ على نظافته الشخصيّة كاستحمامه، وتنظيف أسنانه، وغيرها من الأمور، بالإضافة إلى ضرورة وجود هذا العنصر في الحفاظ على نظافة المكان من حوله للحفاظ على الجسم من الأوبئة والأمراض، ولا يقتصر الأمر على كون الماء مصدر شرب الإنسان والحيوان فقط، بل يتعدّاه ليكون أساس غذائهما، كيف لا وفي الماء تعيش الثروة الحيوانيّة التي يعتمد عليها الإنسان والحيوان في غذائهما بشكل رئيسي! وبه يكون ارتواء النباتات التي هي أصل الثمر، ويُضاف إلى كلّ ذلك دوره في إدارة المصانع والآلات الموجودة فيها، ودخوله في كافّة الصناعات التي يحتاجها الإنسان لتسيير حياته، كما أنّه يُعتبر وسيلة نقل أساسية منذ القدم، ففي البحار والمحيطات سارت البواخر والسفن المحمّلة بالبضائع والركّاب لشتّى أنحاء العالم بكلّ يُسر.
واجبنا تجاه الثروة المائية
الماء نعمة عظيمة أوجدها الله لإفادة البشر، لكنّها ثروة قابلة للتلوّث والنفاد كما غيرها من الثروات إن لم يحافظ عليها الإنسان، ويحرص على استخدامها بالشكل الصحيح، والناظر في فوائد الماء الآنفة الذكر يدرك المخاطر المترتّبة على تلوّثه ونفاده، وهو ما يجب أن يتجنّبه الإنسان باتّخاذ تدابير عدّة على صعيده الشخصيّ، وعلى الصعيد العام، فواجب الإنسان يكمن في ترشيد استهلاك الماء في كافّة استخداماته للمحافظة على منسوبه، ويكون ذلك بملاحظة مواطن التسريب في البيت وإصلاحها، وتركيب قطع ترشيدٍ على الصنابير وقطع الاستحمام، فيما يكمن دور الدولة في وضع القوانين الرادعة لأصحاب المصانع لضمان عدم تحويل مياه تصريفهم العادمة إلى الأنهار والبحار، ومتابعة السفن الناقلة للمواد النفطية للتأكّد من عدم تسرّبها لمياه البحار والمحيطات، وصيانة تمديدات مياه الصرف الصحي لعدم اختلاطها بالمياه الصالحة، وغيرها من تدابير تهدف إلى حفظ هذه الثروة الغالية.
الخاتمة
تدوم النعم بشكر الخالق عليها باستمرار، وتقديرها، وعدم التفريط فيها، والماء من أعظم هذه النعم إن لم يكن أعظمها، لذا يتوجّب على كلّ فرد منّا حمل مسؤولية الحفاظ عليه على عاتقه، بدءاً من استخدامه الشخصيّ له ومروراً بواجبه المجتمعيّ في الحفاظ عليه من مصادر التلوّث والهدر كافّة.