نهر النّيل

قال الشعراء والأدباء في وصف هذا النهر الجميل، وجريان مياهه العظيمة عبر العديد من الدول كمصر، والسودان، وأثيوبيا، وأرتيريا وغيرها من الدول، الكثير من الأقوال والأشعار، فكان منها ما قاله الشاعر:

النيل العذب هو الكوثر

والجنة شاطئه الأخضر

ريان الصفحة والمنظر

ما أبهى الخلد وما أنضر


فلا شكّ أنّ هذا النهر الذي يُعتبر أطول نهر في العالم برافديه وهما: النيل الأزرق، والنيل الأبيض، وما يشكّله من أهميّة يستحقّ أن يُقال عنه أنّه " هبة مصر العظيمة" الممتدّة منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا.


أهميّة نهر النّيل

يقطع نهر النيل مسافة طويلة جداً أثناء رحلة سيره في تسع دول من دول القارّة الأفريقية إلى حين أن يصبّ مياهه في البحر الأبيض المتوسط، وللباحث في أهميّة الماء في حياة الإنسان أن يدرك ما يتركه مرور هذا النهر في حياة سكّان هذه الدول من أثر إيجابيّ اقتصادي، وعمرانيّ وجماليّ؛ فقد أدرك الإنسان منذ القدم إمكانيّة استثمار مياه هذا النهر وما يسبّبه من خصوبة ما حوله في الزراعة، فانطلق في زراعة المحاصيل المتنوّعة وريّها، وإنشاء الحضارات، والعمران حوله، وحفر الحفر حوله لاستغلال ما يستقر بها من مياه بعد فيضانه المتكرّر، واستمرّ الأمر على هذا المنوال إلى يومنا الحاليّ، بالإضافة إلى استغلال ما ينتجه هذا النهر من ثروة سمكيّة كبيرة تسدّ حاجة الملايين من البشر، بالإضافة لاعتباره مصدر جذب أساسي للسيّاح بما يجري فيه من مراكب جميلة، وما يقوم عليه من مطاعم، وفنادق يعيطها وجوده لمسة جماليّة خاصة.


واجب الأفراد تجاه نهر النّيل

تشكّل مصادر المياه بشتّى أشكالها نعمة كبيرة على الإنسان المحافظة عليها، أمّا حينما يتعلّق الأمر بنهر يعدّ شريان الحياة في تسع دول فيزداد الأمر ضرورة ليصبح الحفاظ على مائه من التلوّث، ومخلّفات الإنسان البيئيّة والصناعية حاجة مُلحّة، ويكون ذلك بتعاون الأفراد والدول نفسها، حيث يُطلب من هؤلاء الأفراد عدم تلويث مياهه بإلقاء القاذورات التي تعكّر صفوه، وتسهم في القضاء على ما فيه من ثروة سمكيّة، بالإضافة إلى وضع المخالفات اللازمة لمن يقترف مثل هذه التصرّفات، كما يجب التحكّم بمخلفات المصانع، والمطاعم، والفنادق وغيرها، ومنع هذه المنشآت من تصريفها في مياه النّهر، وتوعية الجيل الجديد بأهميته وما يترتّب على الإضرار بمياهه من آثار لا تُحمد عقباها لا سيما في تلك البلاد ذات المناخ الجاف قليل الأمطار.


الخاتمة

على الإنسان أن يحافظ على ما وهبه الله له من نعم في هذه الطبيعة، وأن يكرّس جهوده لحمايتها لا لضررها، ونهر النيل أحد هذه الهبات التي تستحقّ أن نتوجه لها بيد العناية والمحافظة عليها حتى تبقى وتستمر، فالنيل هو أساس الحضارات القديمة، وامتدادها لهذا اليوم، وهو مصدر رزق الكثير من الأفراد بشكل مباشر أو غير مباشر.