المقدمة

أصبح العالم في يومنا هذا يعجُّ بالملوِّثات البيئية التي أثرت على طبقة الأوزون وما زالت، فهذه السيارات تبث عوادمها في غلافنا الجوي، وتلك المصانع تفعل ذات الشيء، وسجائر البشر، والمبيدات الحشرية المستخدمة في الزراعة، كل ذلك يضيّق على الكوكب ويخنقه، مما يستدعي منّا بني البشر التوقف لحظة للتفكير بطرق حل هذه المشكلة، أو الحد من تفاقمها على الأقل، ومع تزايد الجهود التي تعمل على ذلك لم يكن هناك أبسط من حل واحد، في متناول الأفراد قبل الدول، وهو (غرس الشجرة).


غرس الشجرة

استوقفتني مبادرة جماعية قام بها الأفراد في إحدى دول شرق آسيا بعد شعورهم بالخطر الذي يداهم الكوكب جراء التلوث الحاصل في وقتنا الحالي، حيث قرر كل شخص منهم عدم رمي بذور ما تستهلكه العائلة من فاكهة، بل عملوا على تجفيفها وإلقائها في أي منطقة خالية من النباتات يصادفونها، ومن نتائج هذه المبادرة الجميلة تضاعف حجم الأشجار بمعدل النصف خلال عشر سنوات أو أكثر بقليل، يا لها من مبادرة بسيطة يجب علينا جميعاً تبنّيها، لنكون بذلك قد وفّرنا جرعة إضافية من الأكسجين لكوكبنا لإنقاذه.


من منّا لا يعرف فوائد غرس الأشجار وتكثيرها؟ إذ يغرس الواحد منّا نبتة صغيرة في التربة بيده فيخلق فرصة جديدة للعيش، فهذه النبتة أياً كان نوعها ستساعد في تأمين جرعات من الأكسجين النقي عبر عملية تنفسها المستمرة، وليس هذا فحسب، بل هي تنقي الجو من ثاني أكسيد الكربون أثناء ذلك، وهذه النبتة الصغيرة أو الشجرة تعمل على تلطيف الجو أيضاً عن طريق عملية النتح، أما عن الفوائد الأخرى للأشجار فلا تعد ولا تحصى، ومنها إعطاء المكان لمسة جمالية تزيينه وتمنحه الروح والحياة، فما أوحش المكان الخالي من النباتات، تراه كأنه صحراء قاحلة من الحياة، بالإضافة إلى ما تطرحه لنا من أطايب الثمار المختلفة من خضار وفاكهة، فما أكرم الشجرة وما أسخاها!، وليس نحن بني الإنسان من نستفيد من وجود الشجر وحسب، بل ها هي الحيوانات بصغيرها وكبيرها، والطيور تتخذ منها بيوتاً ومضاجع تقيها حرّ الصيف وبرودة الشتاء، وتأكل من ثمرها دونما حول لها ولا قوة.


ولا ننسى أنّ للشجرة فوائد تتمثل بحماية الأراضي من الانجراف فجذورها ضاربة بالأرض، متمسكة فيها كسيدة فلسطينية تأبى الرحيل عن أرضها، ومن جمالياتها أيضاً ما تمنحنا إياه من ظل وفير نجلس به نحن وعائلاتنا لنتقي به أشعة الشمس، ونقضي أجمل الأوقات.


الخاتمة

لفوائد الشجرة التي سلفت حببنا الإسلام بغرسها في كل مكان وزمان، وكلما سمحت لنا الفرصة، بل وجعلنا مأجورين على ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ).



للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن شجرة الأركان، موضوع تعبير عن البيئة