المقدمة
العائلة نعمة من الله كبيرة علينا أن نقدّرها ونحمده عليها ليل نهار، ذلك ما خطر في بالي وأنا أرى طفلة صغيرة تحمل ضمة من الورود وترتاد الإشارات لتبيع الناس بعضاً منها، طرقت زجاج نافذتي فاشتريتُ منها زهرة وسألتها عن عائلتها وذويها، فأخبرتني بأنّها فقدتهم منذ سنوات في حادث مروري، وأكّد لي شرطي السير ذلك، فالفتاة لم تبدو متسولة إنما فتاة تبيع لتكسب قوت يومها، أعطيتها مبلغاً إضافياً وأغلقتُ النافذة وقد سرحتُ في هذا الموقف طوال الوقت.
العناية بالعائلة
العائلة كتلك الزهرة التي اشتريتها من الفتاة، إن لم يسقيها الإنسان ويعتني فيه ستذبل وتموت، وكذلك العائلة إن لم يهتم بها الإنسان أيّاً كان دوره فيها ستتفكك وتضيع، وما أشدّ خسارة الإنسان إذا فقد عائلته، فالعائلة هي الدفء، وهي الأمان، والحماية، وهي الفرحة، وهي الحضن الذي يضم الإنسان عند حزنه، ويفرح معه عند فرحه، بالعائلة يقوى الإنسان، وبدونها يضعف، فالعائلة هي جيشه الذي يحميه ويسانده بكل الطرق، ومن لا يصدّق ذلك فليسأل إنساناً مغترباً عن شعوره عند حزنه، وضعفه، ومرضه دون أن يجد عائلة تحيط به وتساعده على التعافي، أو ليستذكر يوماً كان قد دخل البيت فيه فوجده ساكناً لا روح فيه بعد أن غادرت عائلته إلى زيارة ما.
على الإنسان أن يولي عائلته جلّ اهتمامه، ولا يكون ذلك فقط إن كان أمّاً أو أباً، فكل فرد في العائلة له دور في قيامها، وحمايتها من الخراب والتفكك، فالأب مسؤول عن الجد والاجتهاد وتوفير رزق زوجته وأولاده بالعمل والتوكل على الله، وحمايتهم جميعاً من أي خطر قد يحيط بهم، بالإضافة إلى الاستماع إلى مشاكلهم وحلّها، والأم تعتني بعائلتها بحفظ مال زوجها، والحفاظ على نفسها وبيتها، وتربية أولادها تربية سليمة تبعدهم عن الانحراف، كما أنّ عليها أن تعتني بزوجها فتخفف عنه عبء العمل، وتستمع لمشاكله وتحلّها معه، وتوفّر له حاجياته وتعتني بها، كما أن على الأب والأم الاهتمام بحاجات أبنائهم النفسية وليست المادية فقط، فيستمعون لما يقلقهم، ويشجّعونهم، ويحفّزونهم وما إلى لك من أمور.
والأبناء كذلك مسؤولون عن الحفاظ على العائلة ببر والديهم، والالتزام بقوانين البيت وأنظمته، وعدم إفشاء أسرارها للغير، ودعم الإخوة والأخوات وتشجيعهم على الأمور الخيّرة، ومشاركة الوالدين والأخوة الجلسات العائلية الدافئة، وعدم الانشغال طوال الوقت بالجلوس في غرفهم الخاصة، أو باللعب على هواتفهم الذكية، أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو بقضاء معظم الوقت مع الأصحاب في الخارج، فهذا كله من شأنه تدمير العائلة وتفكيكها.
الخاتمة
العائلة نعمة من الله لا يحظى بها الكثيرون، لذا علينا أن نحمد الله عليها، وندعوه أن يديم علينا هذه النعمة، ونتّبع كل ما يمكننا من العناية بها والحفاظ عليها، فالعائلة كنز ثمين إن فقدناه لن يعوضنا عنه شيء في هذه الدنيا.
للمزيد من المواضيع: تعبير عن الأسرة، تعبير عن بر الوالدين