التسامح

التسامح هو أحد المبادئ الإنسانية السامية، وهو من الأخلاق التي حضّت عليها الأديان السماويّة، فالتسامح هو شكلٌ من أشكال الاحترام المتواضع، وهو الاستعداد لتقبّل الأخرين بكافة أفكارهم وسلوكاتهم، ومعتقداتهم، إنّه المسامحة والعفو، والمغفرة عند المقدرة؛ لذا هو من أسمى الأخلاق التي يمكن أن يتّصف بها الإنسان.


أشكال التسامح

للتسامح صور كثيرة تبرز في علاقاتنا الاجتماعيّة، ومن أهمّها التسامح الديني، والعرقي، اللذين يُعتبران من أهمّ الأشكال التي حضت عليها الديانات السماويّة، وذلك لأنّ الأرض خلقت للجميع ليتعايشوا عليها بحب دون نزاع، فالواجب أن يعيش فيها الأفراد بسلام دون أن يعتدي أحد على الآخر، أو يقلّل من قيمة معتقداته، كما يجب أن يتشارك هؤلاء الأفراح والأحزان، بداعي الإنسانيّة والأخوّة التي تجمعهم.


كما يظهر التسامح في نسيان أخطاء الآخرين في حقّنا، وعدم السعي للانتقام منهم حيث يكون ذلك طلباً لمرضاة الله تعالى، واقتداء بالرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم الذي أظهر هذا الخلق الجميل في مواقف عديدة أوّلها فتح مكّة عندما قال للمشركين: اذهبوا فأنتم الطلقاء.


أهميّة التسامح للفرد والمجتمع

إنّ التسامح خلق كريم يُرضي الله تعالى عن الفرد وهل هناك أجمل من ذلك! كما أنّه يعلّم الإنسان الحلم، والصبر على أذى الناس، فالصفح عن المخطئ فضيلة لا يتحلّى بها إلا الشخص المتسامح، لأنّه يعلم جيداً بأن البشر خطاؤون، فيحبّه الناس ويحترموه، ويجد مَن يسامحه ويعفو عنه إن هو أخطأ، إضافةً إلى أنّ التسامح ينقّي النفس البشريّة من الحقد، والشر، والضغينة، فيقبل الإنسان التسامح على الحياة بحب وعطاء، ويعيش حياته مرتاحاً لا تأكله نيران الرغبة في الانتقام، والمجتمع المتسامح مجتمع قوي لا يقدر أعداؤه عليه، يحب الناس فيه بعضهم البعض، ويتجاوزون عن زلّات بعض، فكيف للشيطان أن يفرّق بينهم ويسبب العداء!


الخاتمة

التسامح صفة نبيلة لا يتحلّى بها إلّا الأشخاص النبلاء، فالإنسان المتسامح يحظى بحب الناس جميعاً، وحب الله له، وينعم بالرضا الكبير عن نفسه، وهذا الرضا يولد الطمائينة والهدوء، والسكينة في روحه وحياته، فما أجمل ان نكون متسامحين في كلّ أمورنا.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن الأمانة، تعبير عن الكرم