الحوار

يُعتبر الحوار أحد وسائل التواصل، والتعبير عن الرأي، وهو تبادل الحديث مع الآخر في موضوع ما، ويمكن أن يدار الحوار بين الأفراد، والمجتمعات، والدول، والأقاليم، وحتّى الحضارات، وهو سلوك من السلوكيّات الإنسانيّة، والأخلاقيّة الرّاقية بين البشر، التي تحقّق أهداف نبيلة إن تمّ ضمن أسس معيّنة.


مواطن الحوار

لا ينحصر الحوار في مكان أو زمان معينين، فهو أساس تواصل الأفراد مع بعضهم البعض في كلّ العلاقات الإنسانية، حيث يحتاج الإنسان الحوار للتواصل مع أفراد أسرته لتلبية حاجاته، ويحتاجه أيضاً للتواصل مع أصدقائه ومعلّميه في المدرسة وغيرها من الأماكن، كما يحتاجه في المؤسسات الحكومية مع الموظفين الذين يلجأ لهم لتلبية حاجاته، فيما تمتد الحوارات أيضاً لتكون بين الدول في اللقاءات، والزيارات الرسميّة والقمم العالمية، وغيرها فالحوار أداة مهمة لا يعيش بدونها البشر أبداً.


مقوّمات الحوار الهادف

يجب أن يكون الحوار بناءً حتى يحقّق الهدف منه ويصل فيه الأطراف إلى نتيجة، ولكل حوارٍ بنّاء مقوّمات يجب أن تتوافر فيه، وتعرف هذه المقوّمات أيضاً بآداب الحوار، ومنها: حسن الإصغاء للآخرين، فمن الضروري حين يتحاور فريقان في أمرٍ أو قضيّةٍ معيّنة أن يتكلّم فريق وينصت الآخر، كي لا تعمّ الفوضى، كما يجب على الطرفين الانتباه والتركيز على الأفكار المطروحة، خاصة إن كان ما يتباحث فيه هذان الفريقان أمراً مدعوماً بشواهد وأدلّة علميّة، ومن شروط الحوار البنّاء عدم والتمسك بالرأي لمجرد العناد وإثبات أنّ ما يحمله الشخص هو وجهة النظر الصائبة وحسب.


والحوار لا يعني أن نجعل من يحاورنا يتقبّل آراءنا بأن نفرضها عليه فرضاً، كما لا يجب علينا الانسحاب منه دون سابق إنذار، أو اتّباع أسلوب الشتم والسبّ، أو العراك اللّفظيّ، أو العنف الكلاميّ، أو الجسديّ خلال الحوار، فهذه التصرفات أبعد ما تكون عن التحضرّ الإنسانيّ، فنحن بشر نعيش في مجتمعٍ ولسنا في غابة، ويترتّب علينا عدم التعصّب لفكرةٍ، ومحاولة فرضها على الآخر بالصراخ، والصوت العالي، وإنّما التكّلم بوتيرة صوتٍ منخفضةٍ، وبأسلوبٍ راقٍ، بعيدٍ عن السّوقيّة في اختيار الألفاظ والعبارات.


كما أن من سمات الحوار الهادف أن يُدار في جو هادئ بعيد عن الضوضاء حتى يسمع الأطراف بعضهم بعضاً، وأن يبتعد فيه الأطراف عن الاستهزاء بآراء الآخرين، مهما كان شكلهم، أو دينهم، أو انتماؤهم، أو مكانتهم الاجتماعيّة، والأهمّ من كلّ ما سبق؛ أن يكون الاحترام سيّد الموقف بين المتحاورين، لتقريب وجهات النّظر المختلفة بالحُجج المقنعة، فتعدّد الأفكار يُعتبر مصدر غنىً للجماعة، وليس من الضروري أن نكون نسخاً مكرّرة من بعضنا البعض، على أن يكون الصّدق أساس المعلومات المطروحة.


الخاتمة

يبقى الحوار مهما اختلفت أساليبه وتعدّدت الوسيلة الأولى التي لجأ لها الإنسان للتّعبير عن آرائه، ورغباته وشعوره، منذ أقدم العصور حتّى قبل اختراع الأبجديّة، وكم من حواراتٍ بين الدول كانت نتائجها إيجابيّة، فعادت على الدول المتحاورة بالتعاون، وتمتين العلاقات السياسيّة، وبالمقابل كم من حواراتٍ انتهت إلى حروبٍ ونزاعاتٍ وفوضى، فبالحوار الناجح تُحقّق الآمال.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن آداب الحوار، تعبير عن حوار دار بين شخصين