المقدمة
إنّها الساعة الرابعة عصراً، وقد عدت من مدرستي منذ حوالي ثلاث ساعات، وتناولتُ طعام الغداء مع عائلتي، وتوجّهت إلى غرفتي لأتمّ واجباتي وأحضّر دروسي، وها قد أنهيت ما عليّ من واجبات، فدخلت على أمي في المطبخ وهي تغسل الأطباق، وأنا أتململ من روتين حياتي اليومي، فكل يوم هو نسخة عن اليوم الذي يسبقه واليوم الذي يليه، وهذا يزعجني كثيراً.
الحياة اليومية
-ما بالك يا رؤى، أراك على غير عادتك؟
-أشعر بالملل الشديد يا أمي، فقد تناولنا طعام الغداء، وأتممتُ واجباتي، وحضرتُ دروسي، وماذا بعد؟ سأذهب لمشاهدة التلفاز الآن، لقد مللت يا أمي من نفس الروتين اليومي، أريد حلاً.
-حلاً لماذا يا ابنتي؟، في البداية عليك أن تعرفي أنّ ما أنت فيه هو يسمى نظام الحياة اليومي، أو الروتين اليومي، وأنّ لدى الناس جميعاً نظاماً خاصاً بكل واحد منهم يتناسب مع طبيعة حياتهم، وأن هذا النظام مهما اختلف وتنوّع فإنه سيصبح روتيناً يومياً لا بدّ منه.
-ولكن يا أمي أنا أرى صديقتي نايا تسافر كثيراً وتستمتع بوقتها.
-عزيزتي رؤى، لكل إنسان ظروفه وطبيعة حياته التي يجب أن يرضى بها ويقتنع بتفاصيلها، ثمّ إن سفرها هذا مجرد كسر لروتينها اليومي الذي لا بدّ أن تعود له يوماً ما، فليس من المنطق أن تظل مسافرة للأبد، إذن فالسفر مجرد نشاط سينتهي في وقت ما.
-ممم، معك حق يا أمي.
-ونظام حياة الإنسان اليومي يا رؤى هو نعمة بحد ذاتها، أتدرين كيف؟
-كيف يا أمي.
-إن أكبر النعم التي أنعم علينا بها الله يا ابنتي الاستقرار، وذلك يعني أن يمر يومنا بشكل مستقر، فلا مشاكل، ولا حوادث، ولا كوارث طبيعية، ولا فقد للأهل والأحبة، أليست هذه نعمة يا ابنتي؟
-نعم يا أمي، لقد غفلت عن ذلك، الحمد لله ربّ العالمين.
-ثمّ إن الروتين اليومي يا ابنتي يختصر علينا الكثير من الوقت في التفكير، فأنت حين تقومين من النوم وتذهبين لتنظيف أسنانك مثلاً دون تفكير لأن ذلك جزءاً من الروتين اليومي، أو عندما أغسل أنا الأطباق فنحن اختصرنا الوقت اللازم في التفكير لأداء مهام اعتدنا عليها.
-صحيح صحيح.
-لكن عندي لك فكرة لزيادة حيوية يومك يا رؤى، فما رأيك بإضافة نشاط يومي مفيد يكسر روتين يومك كل مساء؟
-لا أفهمك يا أمي.
-إنّ الروتين اليومي لا يمنع من أن يضيف الإنسان إلى يومه بعض النشاطات المفيدة التي ترفّه عنه وتطوّر من شخصيته، فهو حين يقرأ في كتاب كل يوم يبدّل من شعوره، ويوسّع من خياله، ويخرج إلى عوالم جديدة، أو عندما يمارس رياضة معينة مثل السباحة أو المشي، أو عندما يربي حيواناً صغيراً ويهتم به، أو عندما ينضم إلى جمعية خيرية يقوم من خلالها بالعديد من النشاطات، والكثير من النشاطات الأخرى.
-فكرة رائعة يا أمي سأسعى لتطبيقها إن شاء الله.
الخاتمة
الروتين اليومي نعمة علينا استغلالها جيداً، لكن يمكننا إضافة بعض النشاطات ليومنا حتى نطوّر من شخصياتنا، ونكسر الملل في حياتنا كل يوم.
للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن الوقت، تعبير عن كيفية قضاء العطلة الصيفية
