الموضوع الأول
المقدمة
هزّ خبر وفاة الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في الفترة الأخيرة العالم كله، فكلما فتحت قناة إخبارية أو غير إخبارية وجدتهم يتحدثون عنها، ويعرضون صورها، فاستغربت لذلك، بل استغربت للموضوع كله، فذهبت أسأل أبي حول هذه المهنة الخطيرة، والسبب الذي يجعل شخصاً يضحي بنفسه لأجل نقل خبر ما للعالم!.
الصحافة مهنة الحق والخطر
قدمت إلى غرفة الصالة وأبي يتابع أخبار مقتل الصحفية شيرين بعناية، فترددت بمقاطعته، لكنّه بادرني السؤال: ما بك يا سامر؟ أشعر أنك تريد الحديث في موضوع ما؟
-لا لا يا أبي، تابع أنت ما تشاهده، إنه ليس بالأمر المهم.
-تعال يا سامر واجلس إلى جانبي، لعلّ حديثنا ينسيني بعض هذه الأخبار السيئة، قل لي ما عندك؟
-أثار استغرابي ما أحدثه مقتل الصحفية شيرين من ضجة في العالم كلّه يا أبي.
-بالطبع يا بني، فمنذ القدم ومهنة الصحافة مهنة حرّة، يُعدّ من يمارسها في حماية دولية لا يجب الاعتداء عليه بضرب، أو قتل، أو سب، وما حدث هذا جريمة يجب أن يحاسب القانون مرتكبيها.
-لا أدري يا أبي، لكن لماذا يضحي الصحفيون بأنفسهم، ويذهبون لتغطية الأخبار في مناطق الحروب، والمجاعات، والكوارث وغيرها.
-قل لي يا سامر، ماذا ستفعل لو قطعت عنك وسائل التواصل جميعها لمدة أسبوع، مثل الهاتف، والإنترنت، والتلفاز، ومنعتك أيضاً ن الخروج من المنزل؟
-سأتضايق حقاً، لأنني سأفقد التواصل مع العالم من حولي، ولن أعرف ما يدور فيه من أحداث، لكن ما علاقة هذا بموضوعنا؟
-له كل العلاقة يا سامر، فالصحفيين هم أولئك الأشخاص الذين يطلعونك على أخبار العالم في كل مكان، فتخيل مثلاً لو أنّ مهنة الصحافة غير موجودة؟ لم نكن لنعرف ماذا يحدث في فلسطين الحبيبة من احتلال وجرائمه، ولا في الباكستان من كوارث طبيعية وفيضانات، ولا ما في ماليزيا من براكين وغيرها، وكل الأحداث السياسية والاقتصادية الأخرى في شتى أنحاء العالم.
-مممم حقاً، لم أفكر بهذه الطريقة من قبل.
-نعم يا بني، فلولا الصحافة وما تقدمه لنا من معلومات لعشنا في ظلام الجهل.
-لكن هل يستدعي ذلك أن يضحي الإنسان بروحه من أجل نقل الأخبار للناس يا أبي؟.
-إنّ نقل الصورة الصحيحة لما يحدث في العالم يا سامر، وإظهار المظلوم كمظلوم، والظالم كظالم أمر مهم؛ ليعرف العالم الحقيقة، ويبدي تعاطفه مع الضعفاء والمساكين، ويقدم المساعدة لهم إن أمكن، ويردع الظالمين، والصحفيون أناس شرفاء غايتهم نقل صوت الحق والحقيقة، حتى لو كلّفهم ذلك أرواحهم.
الخاتمة
-هذا صحيح يا أبي، شكراً لك لأنك قدمت لي هذه المعلومات القيمة التي لم أكن أعرفها مسبقاً.
-على الرحب والسعة يا بني.
آمل أن يلقى قاتلو الصحفية شيرين جزاءهم، لتبقى مهنة الصحافة والصحفيين أحراراً كما يجب.
الموضوع الثاني
المقدمة
الصحافة هي مهنة تقوم على جمع الأخبار من شتى الأماكن التي تستجد على الساحة السياسية، أو الاجتماعية، أو الاقتصادية؛ لتقديمها للناس وتعريفهم بما يحصل حولهم، ويكون ذلك بتتبّع الأحداث فور حصولها، وجمع المعلومات عنها، وتدقيقها، والتأكّد من صحّتها ثم كتابتها في أخبار لتقديمها للجمهور عبر وسائل الإعلام مثل التلفاز، أو المذياع، أو الصحف، أو الإنترنت وغيرها.
أهميّة الصحافة
تتعدد وسائل نقل الأخبار مثل الصحف والمجلات، أو ما يُبثُّ منها عبر الأخبار في التلفاز، أو ما يُذاع في المذياع، وهذا ما يسمى بالإعلام الذي تعتبر الصحافة أحد فروعه، فالصحافة أحد فروع الإعلام التقليديّة، التي تختصّ بالمنشورات المطبوعة لحمل القضايا والأخبار العامّة، وتكون بذلك صوت النّاس ووسيلتهم للتعبير عن آرائهم، والمطالبة بحقوقهم، وهذه الصحف أو المجلات تصدر بشكلٍ دوريّ، وتُباع للنّاس مباشرةً، وقد نشأت الصحافة قديماً في اليونان، وكانت على هيئة ملصقاتٍ جداريةٍ دُوِّنت فيها الأحكام والإصدارات الخاصّة بالحكومة، أمّا في أوروبا، فقد جرى تداول أخبار الحرب، والأخبار الاقتصاديّة المكتوبة يدويّاً، وكان يتمّ ذلك بين التجّار حرصاً على متابعة مصالحهم.
وللصحافة تأثير كبير على عدد كبير من سكّان العالم، حيث يرتبط هؤلاء ببعضهم البعض من خلال وسائل الصحافة والإعلام، كما أن الصحافة تجعل الإنسان مثقّفاًً، وعارفاً لما يجري حوله من أحداث، وهدف الصحافة الرئيسي هو خدمة المواطنين، من خلال توعيتهم إلى حقوقهم، وتقديم المعلومات التي توعّيهم إلى الكثير من الأمور، وتتيح لهم فرصة التعبير عن آرائهم، وأفكارهم، بالإضافة إلى أنها تعرّف الناس بأصحاب المواهب المفيدة، وتساعدهم على تطوير موهبتهم بذلك، كما أنّ الصحفي بما يكتبه من أخبار وأحداث يوثّق التاريخ، وما يحدث في هذا العصر، والصحافة مهنة يجب أن يتميّز كل من يعمل فيها بالدقة والمصداقية، فلا ينقل إلّا الأخبار الصحيحة، أمّا نحن فعلينا أن نعرف أنّ ليس كلّ ما نقرأه، أو نسمعه من أخبار صحيح، لذا علينا دوماً التأكّد من صحة الخبر قبل نقله، وعدم الاعتماد على أيّ مصدر سوى المصادر الموثوقة.
الخاتمة
للإعلام بشكل عام، وللصحافة بشكل خاص دور كبير في المجتمع، فهي الأداة التي تعرّف الأفراد على ما يدور في أنحاء العالم كافة من أخبار سياسية، واقتصادية، واجتماعية ورياضية، إلّا أنّ على الفرد أن يدرك أنّ ليس كل ما يُذاع في الإعلام صحيح لا سيما بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي واعتبارها إحدى أدوات نقل الأخبار.