الصلاة

الصلاة هي التواصل مع الله، وهي شكلٌ من أشكال الإيمان بالله، وشكره، إضافةً إلى كونها ركنٌ من أركان الإسلام، وشكلٌ من أشكال العبادة، وفريضةٌ على الجميع، وأساس كل الأديان السماويّة، فلا خير في دينٍ لا صلاة فيه، فالصلاة هي نقاء للروح، والرادعة التي تجنب الإنسان الوقوع في الإثم والمعصية، وهي المنجية في الدنيا والآخرة.


فضل الصلاة ومنزلتها

الصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، ولها منزلة كبيرة عند الله بين كلّ العبادات، فهي أولى العبادات التي أوجبها الله تعالى، إضافةً لكونها أولى العبادات التي سيُحاسب عنها يوم القيامة.

الصلاة هي العبادة الوحيدة التي أبلغها الله تعالى للرسول صلّى الله عليه وسلم بشكلٍ مُباشر في ليلة الإسراء والمعراج، دون إرسال وحيٍّ، فالصلاة هي عمود الدّين، وعملٌ جليل يؤديه المسلم خمسة مراتٍ في اليوم، وبالصلاة يكون المؤمن أقرب إلى الله؛ لأنه يصلّي لله ولمرضاته، ويقف بين يدي الله، وبالصلاة وحدها يكون صلاحه وفلاحه، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتنير درب المؤمن نحو السبيل القويم، وتنقّي قلبه من المعاصي.


وقد فرضت الصلاة على المؤمنين قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، وتحديدًا في السنة الثالثة للهجرة في ليلة الإسراء والمعراج، وهي ثاني ركن من أركان الإسلام بعد الشّهادة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (بُني الإسلام على خمسْ: شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ مُحمداً رسول الله، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزَّكاة، وصوم رمضان، وحجُّ البيت من استطاع إليه سبيلاً).


حيث أنّ الصلاة هي الواصلة بين العبد وربّه، وأقرب وقتٍ يكون العبد قريبًا من الله هي في لحظة السّجود، لهذا يُستحب إطالة السجود في كلّ صلاةٍ، إضافةً إلى أنّها تعلمنا الانتظام في حياتنا والحرص على الوقت والمواعيد، كحرصنا على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها، قال تعالى في محكم تنزيله: (فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).


إضافةً إلى هذا يمكن للمسلم أداء الصلاة في كافة الأحوال، وهذا ما يميّز هذه العبادة عن غيرها من العبادات، حيث تصلّى بالحركات التي نعرفها من وقوفٍ، وركوعٍ، وسجودٍ، فإن لم يستطع المرء أدائها على هذا النحو بسبب وعكةٍ صحيّة ألمّت به، يمكن أن يؤديها جالسًا، أو حتّى أنه يُمكن أن يؤديها بعينيه.


الخاتمة

الصلاة فرضٌ عظيم ينقي المؤمن من الخطايا، كما ينقّى الثوب من الدنس، فهي السبيل إلى الهدوء، والاطمئنان، والسّلام في الدنيا، وهي مفتاح الجنّة في الآخرة، فلنحافظ على صلواتنا، فهي المنجية لنا.