العربي بن مهيدي

العربي بن مهيدي هو أحد شهداء الثورة الجزائريّة، ولد في عين مليلة شرقي الجزائر عام 1923، واستشهد في الرابع من شهر آذار عام 1957، بعد تنفيذ الحكم عليه بالإعدام بدون مُحاكمة على يد الجنرال الفرنسي (بول أوسارس)، وقال عنه الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار الذي رفع له يده تحيةً واحترامًا بعد استشهاده: "لو أنَّ لي ثلَّة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم".


حكاية العربي بن مهيدي

يُطلق على العربي بن مهيدي اسم (قاهر جنرالات فرنسا)، هو الشهيد الذي سجل بنضاله مواقف مشرّفة للثورة الجزائريّة، فالعربي بن مهيدي هو أحد أبطال الجزائر، وبدأ مشواره الدراسي في مليلة، وتنقل بين المدن الجزائريّة لإكمال دراسته، وفي النهاية انضمّ إلى الكشّافة الإسلاميّة الجزائريّة، وكان منذ طفولته يعشق التمثيل، والموسيقى الأندلسيّة، إضافةً إلى أنّه كان عاشقًا لكرة القدم، ويلعب في فريق (الاتحاد الرياضي الإسلامي) في مدينة بسكرة، لكن احتلال الفرنسيين لوطنه لم يجعله يفرح بأي إنجازٍ يُحققه، فقرّر الانضمام إلى النشاط السياسي من خلال الانضمام إلى بوابة حزب الشعب، ولم يتجاوز العشرين من عمره بعد، ومنه توجّه إلى الجناح العسكري في هذا الحزب، والذي كان يُطلق عليه اسم (المنظّمة الخاصّة)، وقد تمّ تعيينه مسؤول الجناح العسكري في سطيف، وهو في السادسة والعشرين من عمره، إضافةً لتعيينه نائبًا لرئيس أركان الجناح العسكري شرقي الجزائر، في زمن الرئيس الجزائري (محمّد بوضياف).


عند انتهاء الحرب العالميّة الثانية، خرج بن مهيدي مع مجموعة من أعضاء حزب الشعب في مظاهرات حاشدة تطالب بالاستقلال، اعتُقل في تلك المظاهرات، وتمّ ايداعه المعتقل لمدة 21 يومًا، في تلك الفترة ارتكبت السلطات الفرنسيّة مجزرةً بحقّ الشعب الجزائري راح ضحيتها أربعة وخمسين ألف جزائري، فزاد غضبه على المستعمر، وعند خروجه من المعتقل انتقل إلى مدينة وهران، وشارك مع مجموعة من الشباب الأحرار على تأسيس اللجنة الثوريّة للوحدة والعمل، إضافةً إلى مُشاركته في تأسيس مجموعة الـ (22)، والتي ضمّت كبار قادة ثورة التحرير، وبعد تعيينه قائدًا للمنطقة الغربيّة، نجح خلالها في جمع قادة الثورة الجزائريّة في مؤتمر الـ (الصومام) التاريخي، وقد كُلِّف خلال المؤتمر بالعمليّات الفدائيّة في جيش التّحرير، فقام على الفور بتشكيل خلايا فدائيّة من كافّة أرجاء العاصمة، هذه الخلايا التي تمكّنت من إرباك القوّات الفرنسيّة، وتمكن العربي بعدها من تنظيم عصيان مدني، إضافةً لإضرابٍ شامل استمر لثمانية أيّامٍ في كافّة أرجاء الجزائر.

وبعد مسيرة العربي البطوليّة، تمكّن الاحتلال الفرنسي من إلقاء القبض عليه، وقام بتعذيبه بقسوةٍ ليعترف لهم عن أسرار الثورة الجزائريّة، وكان دائمًا يرد عليهم: "أمرت فكري بأن لا أقول لكم شيئاً".

وبهذا انتهت حكاية الشهيد البطل العربي باستشهاده ببطولةٍ وشجاعة، مدافعًا عن وطنه ورفاقه الأحرار، لروحه الرحمة والسّلام.


الخاتمة

تاريخنا العربي يكتظ بحكايات البطولة والشجاعة التي قلّ نظيرها، خاصّةً تلك البطولات التي نشأت لمقاومة الاستعمار في بلادنا العربيّة، طلبًا للحريّة والاستقلال، فكان العربي بن مهيدي أحد أبطال تلك الحكايات المشرّفة.