المقدمة

أنا فتاة مجدّة لا أهمل بدروسي أبداً، ولا أتكاسل عن حلّ واجباتي، أو تحضير دروسي المقبلة، وبالتالي فأنا أحصّل دوماً درجات عالية بفضل الله، إلّا أنني قد أُصبت بالإنفلونزا الأسبوع الفائت، فلم أكن أستطيع الدراسة أو مراجعة دروسي كما يجب، وهو ما أثّر عليّ عندما طلبت منّا المعلمة الإجابة على امتحان فجائي، فقد كانت درجتي متدنية جداً لم أكن قد حصلت عليها قبل ذلك، مما جعلني أشعر بالحزن والاكتئاب، فقد أحسستُ بالفشل والإخفاق لأول مرة في حياتي.


الفشل طريق النجاح

لم أخبر والداي بما حصل معي، وظللتُ على حالي هذا أياماً عديدة لا أكلم صديقاتي، ولا ألعب معهنّ في الفسحة، إلى أن أخبرتني إحدى الزميلات أن المعلمة إيمان تريدني في مكتبها، فانطلقت أرى ما تريد، وبعد أن دخلت وسلّمت عليها سألتني عن تبدّل حالي، فقالت: ما بك يا عزيزتي سلمى، ألاحظ عليك تبدلاً في حالك لا أعرف سببه؟


فأخبرتها بما حصل، وشعوري بالفشل والإخفاق لذلك، فابتسمت وربّتب على كتفي وقالت: ليس الفشل أن نتعثر مرة، أو حتى مرات عديدة خلال مسيرتنا يا سلمى، فلا تقسي على نفسك وتصفي نفسك به.

قلت: وماذا يعني أن أحصل على هذه الدرجة المتدنية يا معلمتي إذن؟

-يعني أنّ أمراً طارئاً، أو عائقاً ما قد وقف في طريق نجاحك الذي اعتدتِ عليه، فعطلكِ عنه قليلاً، لكنك ستعاودين الانطلاق بقوة أكبر بعده.

-ألا يعني ذلك أنني فشلت؟

-لا يا ابنتي، فالفشل هو قعود الإنسان عن تحقيق أهدافه، واستسلامه أمام العوائق والمشكلات، ورضاه بحاله هذا، وقعوده عن تحقيق طموحاته، وأنت كما أعلم وتعلم كل معلماتك أنّك فتاة مجدّة، كما أنك تعلمين سبب إخفاقك في هذا الامتحان دون غيره أليس كذلك؟

-نعم يا معلمتي، فقد كنت مريضة.

-جيد جداً، ها قد حددتِ سبب تعثركِ وهو المرض، وبعدما شفيتِ زال سبب الإخفاق إذن ممَ تخافين الآن؟

-معك حق يا معلمتي.

-صغيرتي، في الحياة طريقان هما طريقا النجاح والفشل، والإنسان هو من يختار الطريق الذي سيسير فيه، فإن أصرّ وثابر، ولم يستسلم سار في طريق النجاح، وإن تقاعس وتكاسل، وتخاذل سيسير لا شك في طريق الفشل، لكنّ ذلك لا يعني أنّ طريق النجاح خال من بعض محطات الإخفاق، بالطبع لا، فالحياة ليست وردية دوماً، وعلينا عند حدوث ذلك أن نقف على إخفاقنا هذا، ونعرف سببه، ونسعى لحلّه وتجنّبه في المرات القادمة.


الخاتمة

ابتسمتُ وقد شعرت بأنّ المعلمة قد بثّت بي الطاقة والحماس للدراسة من جديد، فشكرتها واستأذنتها لأنطلق إلى المنزل وأراجع دروس اليوم، وأحضّر دروس يوم غد، فأنا مصرّة على أن أسير في درب النجاح لا الفشل.


للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن النجاح والفشل، تعبير عن مفتاح النجاح