المقدمة

بدأت العطلة الصيفية وبدأ أبي كعادته بوضع خطة تضمن أن نستفيد من هذه العطلة ولا نضيعها سدى، وها هو وقد أعدّ قائمة بالنشاطات التي سنمارسها في هذه العطلة، والأماكن التي سنزورها كالعادة، أوه لحظة لقد استوقفني شيء ما! تربية حيوان أليف؟! لقد أدرج أبي في قائمته هذه فكرة غريبة تتضمن أن يربي كل واحد منّا حيواناً أليفاً يختاره بنفسه، وذلك لكي يعتاد على العناية بمخلوق صغير وحمل مسؤولية تربيته، يا لها من فكرة رائعة! أزحت القائمة قبل أن أكمل قراءتها من حماسي، وقد قررتُ منذ اللحظة "أنا أريد اقتناء كلب يا أبي".


الكلب الجميل

جاء اليوم الموعود وانطلقنا أنا وأبي، وأخي حسام، وأختي رغد لمحل بيع الحيوانات الأليفة، وقد قرر أخي حسام أن يشتري أرنباً أبيض اللون، أما رغد فقد قررت شراء عصفور كناري جميل تستمتع بشدوه، وأنا ما زلت على قراري، فأنا أريد كلباً وفياً أصاحبه، ويصاحبني إلى الأبد كما أسمع، دخلنا المحل وقد لفت انتباهي كلب بنيُ اللون خطف قلبي بلونه الجميل، وخفة ظلّه، شدني إليه فذهبت ألاعبه داخل القفص، لم يكن كبيراً جداً ولا جرواً، لقد أشار لنا صاحب المحل بأنه يبلغ من العمر سنتين، وأنه كلب أليف وصاحب ممتاز، وقد باعه صاحبه قبل هجرته إلى كندا.


اشترى لي أبي الكلب وكل لوازمه، وانطلقنا نصطحبه إلى البيت، وقد ظللت طوال الطريق أفكر باسم جميل أسميه به، حتى خطر لي أن أسميه (كراميل) فهو اسم يليق على لونه الجميل هذا، أحببت هذا الكلب كثيراً وأظنه أحبني كذلك، وبات شغلي الشاغل أستيقظ فأركض فوراً إلى البيت الخشبي الذي بنيناه له في الخارج لأضع له ما يحتاج من طعام وشراب، ثم ننطلق أنا وهو في نزهة صباحية في المدينة والناس يحملقون في كراميل من كل ناحية لجماله، حتى في زياراتي كنت أصطحب كراميل اللطيف معي، فهو لم يكن يفارقني إلّا عند النوم، أحب هذا الكلب جداً فهو لطيف، ومسلٍّ، وذكي، نقضي أنا وهو وقتاً طويلاً في اللعب والمرح معاً.


الكلب الوفي

في يوم من الأيام خرجنا في نزهة عائلية إلى غابة قريبة، وقد اصطحبت كراميل معي طبعاً، وبعد تناولنا الغداء طلبت من أبي الذهاب في جولة في الغابة، فوافق وطلب مني ألّا أبتعد كثيراً، مشينا أنا وكراميل وأخذنا نقفز ونركض هنا وهناك، ولم أنتبه إلّا وقد ابتعدنا كثيراً دون أن نشعر، وفجأة وبينما أنا أحاول العثور على طريق العودة سمعت عواء ذئب، فخفت كثيراً وركضت أنا وكراميل نحاول العودة، إلّا أنّ هذا الذئب ظهر لنا من بين الأشجار وحاول الهجوم علي، سقطتُ على الأرض فالتوى كاحلي ولم أستطع الحراك، لقد أدركتُ أن نهايتي قد اقتربت، أخذ الذئب يقترب مني رويداً رويداً أمّا كراميل فلم يسمح له بذلك، حيث اعترض طريقه وحاول الدفاع عني، رغم صغر حجمه مقارنة بحجم الذئب، ضربه الذئب عدة ضربات بمخالبه، ورماه بعيداً وحاول الاقتراب مني، إلا أن كراميل عاد وقاوم، وأخذ يضربه ويدفعه عني، والذئب يضربه ثانيه ويرميه بعيداً وبقيا يتدافعان كذلك، حتى سمعت صوت رصاصة بندقية جاءت من بعيد هرب الذئب لما سمعها، يا إلهي، إنّه أبي العزيز، أخذ بالبحث عنّا حتى استدلّ علينا من صوت عراك كراميل والذئب، حمداً لك يا رب.


الخاتمة

أنقذني أبي وضمّدت لي أمي ساقي، بينما احتضنت أنا كراميل بعد أن داوينا جروحه وأنا أقول له بعينين دامعتين: يا لك من كلب وفي، يا لك من كلب مخلص يا كراميل!.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن الطيور، تعبير عن وصف حيوان الأسد