المقدمة

إنّ شهر رمضان من أفضل الشهور عند الله تعالى، ففيه أُنزل القرآن، وفيه ليلة القدر التي تعادل العبادة فيها العبادة في ألف شهر، وإنّ من أشكال العبادة التي يستطيع أن يؤجر عليها المسلم إن قام بها المساعدة، نعم، فالمساعدة هي أبسط أنواع العبادة التي أمرنا الله تعالى بها، فالمسلم للمسلم يشد به أزره، ويساعده على ما لا يستطيع القيام به وحده، ليغدو المجتمع الإسلامي مجتمعاً قوياً متماسكاً كالبنيان المرصوص.


المساعدة في رمضان

يحل علينا هذا الشهر الكريم، فيتسابق الناس في أداء الطاعات والعبادات، والبعض منّا يحسب أن العبادة هي القيام بالفروض التي أوجبها الله علينا مثل الصيام، والصلاة وغيرها فقط، إلّا أن ذلك غير صحيح، فالمؤمن يستطيع أن يعبد ربه بمساعدة الآخرين، وعندما أقول "الآخرون"، فإنني أقصد أهل بيته أولاً، ولا عجب في ذلك، فعند مساعدة الإنسان لأمه في شراء حاجيات البيت مثلاً، أو تنظيف البيت وترتيبه، أو في إعداد مائدة الطعام، فإنه بذلك يكسب الأجر، أو عند مساعدة الأب في شراء ما يحتاج، أو إصلاح ما يحتاج للإصلاح في المنزل، أو مساعدة الأخوات أو الإخوة في المذاكرة، أو غيرها فكل ذلك يعتبر عبادة بشرط أن ينوي الشخص بهذه الأعمال طاعة الله تعالى.


من صور مساعدة الشخص للناس في رمضان مساعدة الجيران، وإنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد وصّى بالجار كما نعلم، حيث قيل في الحديث الشريف: (ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه)، لذا على الإنسان تفقد جيرانه، وسؤالهم إن كانوا يحتاجون شيئاً ما، لا سيما إن كانوا كبار السن لا يقدرون على أداء حاجاتهم بنفسهم، فهذا نساعده في إحضار ما يلزم البيت من حاجيات، وذلك نساعده في حمل الأكياس للمنزل، وآخر نساعده في تعليق حبال الزينة لرمضان، وغيرها من الأمور.


إنّ من أهم صور المساعدة التي يمكن للفرد أن يقوم بها في هذا الشهر الفضيل مساعدة الفقراء والمحتاجين، إذ يجب على المسلمين أن يكونوا كالبنيان المرصوص، يشعر بعضهم ببعض، فلا يشبع أحدهم وجاره جائع، ولا يلبس أحدهم أجمل الملابس وأغلاها وقريبه لا يجد قوت يومه، ومن أجل ذلك علينا تفقد أحوال بعضنا البعض، وتقديم المساعدة للمحتاجين منّا، ويكون ذلك بتقديم الملابس، أو النقود، أو المواد التموينية، بشرط التأكد من حاجة هؤلاء وسوء أحوالهم، وعدم تقديم المساعدة للمتسولين في الطرقات.


الخاتمة

شهر رمضان شهر فضيل علينا استغلاله في أداء العبادات والطاعات، والتي تُعد مساعدة الآخرين أفضلها، ويكون ذلك بتقديمها لأي شخص يحتاجها مهما كان نوعها ما دمنا نستطيع.