المقدمة

رغم تطوّر الموضة، وظهور خطوط جديدة فيها بشكل مستمر إلّا أنّ للألبسة التقليدية رونقاً خاصاً يميزها، فتراها لا تفقد بريقها مهما تقدّم الزمن -وإن قلّ ارتداؤها-، فالأزياء التقليدية هي أزياء خاصة بكل بلد تعبر عن حضارته وعاداته وتقاليده، فترى كل بلد يعكس روحه في لباسه التقليدي، ويظهر ذلك جلياً في نوع القماش المستخدم فيه، وتصميمه، وألوانه، وتفاصيل تطريزه، حتى أنّ بعض البلدان تضمّ ألبسة تقليدية خاصة بكل مدينة فيها.


الأزياء التقليدية

تتميز كل بلد من بلدان العالم بأزيائها التقليدية المتوارثة عبر الأجيال، حيث يحرص كبار السن -على الأغلب- على ارتدائها بشكل مستمر حفاظاً على وجودها، لا سيما في المناسبات الخاصة مثل الأعراس، والأعياد الوطنية وغيرها، حتى أنّ بعض هذه الملابس التقليدية باتت تُصمم بشكل عصري يتناسب مع روح الموضة وطبيعتها في أيامنا هذه، وهو ما يحافظ على امتدادها، ويُشجّع الجيل الجديد على ارتدائها ويحفظها من الزوال، والجدير بالذكر أن بعض المصممين العالميين قد كرسوا موهبتهم للمزج بين روح الأصالة والمعاصرة في تصميم الملابس التقليدية لا سيما العربية منها كالثوب الفلسطيني، والقفطان المغربي.


تنوّع الأزياء التقليدية

تنوّعت الأزياء التقليدية على امتداد العصور، فكان لكل بلد ثوباً تقليدياً خاصاً بالنساء -وبالرجال في بعض الأحيان-، ومن الأزياء التقليدية المعروفة على مستوى العالم (الساري) الهندي الذي ترتديه النساء على الدوام، فيما يتكوّن هذا الساري من قطعة من القماش الممتدة بشكل طولي، والتي قد تكون مطرزة أو خالية من التطريز، حيث تقوم النساء بلفها حول الخصر، ومن ثم الأخذ بنهايتها وتمريرها فوق الكتف، ويتميّز الساري بجماله، وألوانه الزاهية، وتصميمه الذي يتناسب مع مناخ الهند الرطب، أمّا في روسيا فيعد (السارافان) هو الزي الشعبي الرسمي، ويتميز بألوانه الزاهية، وبقبعة الرأٍس المسماة (كاكوثنيك)، بالإضافة إلى بعض الأزياء الأخرى الخاصة بمناطق الشمال والوسط.


يعتبر الكيمونو أو الكيمون الزي التقليدي الياباني، وهو رداء مزكش ذو ألوان زاهية ويصل حتى الكاحل، مصمم على شكل حرف (T)، أمّا تركيا فقد عرفت عبر تاريخها الطويل امتزاجاً ثقافياً أثر على ألبستها التقليدي وزاده فخامة، فجعلها أردية ملكية مطرزة بالذهب والفضة لتليق بالقصور، وعكست بذلك قوة الإمبراطورية العثمانية وثروتها، فيما كانت تستغرق في تصميمها وخياطتها أشهراً عديدة.


في التصميمات العربية تكمن العراقة وتفوح رائحة التاريخ، فلطالما تميزت الأزياء التقليدية العربية بفخامتها المنعكسة في نوع الأقمشة المختارة لتصميمها، وأنواع، وأشكال التطريز الذي يزينها، فهذا هو الثوب الفلسطيني الملوّن الذي يستغرق تصميمه وخياطته أشهراً بأيادي النساء الفلسطينيات يزيّن المناسبات، والأعراس، والأعياد وكذا المدرقة الأردنية الجميلة التي تُطرّز بأبهى ألوان الخيوط وأجودها، أمّا القفطان المغربي فله سحر خاص يضفيه عليه قماشه الفاخر المزين بالتطريز من أعلى إلى أسفل، والحزام الذي يتوسطه على الخصر، بالإضافة إلى بعض الأحجار أحياناً.


الخاتمة

ينعكس تراث بلداننا في الكثير من المظاهر، والتي منها الأزياء التقليدية التراثية، التي تختصر الماضي وتمتزج مع الحاضر، فما أجمل أن نحافظ عليها، وأن نورثها لما سيلينا من أجيال في المستقبل.