الموضوع الأول

المقدمة

جاء أخي أحمد الذي يبلغ من العمر تسع سنين من المدرسة وهو ينشد أنشودة (عمي عنده سبع أولاد، الأول فيهم كان نجار، والثاني فيهم كان حداد..إلخ) فابتسمت لأنه ذكرني بنفسي وأنا في عمره، وأثنيتُ عليه لأنه يحفظها، ثم سألته: ما معنى مهنة يا أحمد، فلم يعرف، فقلت: المهنة يا أحمد هي أي عمل يحتاج منّا إلى تدريب أو مهارة للقيام به.


تنوّع المهن لبناء المجتمع

فقال أحمد: وهل يعني ذلك أنّ الكتابة والقراءة مهنة؟

-سؤال ذكي، لا يا أحمد فأنا أقصد بالعمل هنا أي عمل نتقاضى مبلغاً من المال مقابلاً له.

-آه فهمتك، يعني التعليم مهنة، والنجارة، والحدادة، والزراعة أليس كذلك يا أخي.

-أحسنت أيها الصغير الذكي.

-أنا أريد أن أدخل مهنة الطب عندما أكبر يا خالد إن شاء الله، إنها مهنة جميلة، وماذا تريد أن تصبح أنت؟

-أريد أن أصبح معلماً يا أحمد.

-مممم جميل، ولكن الطب أجمل، لماذا لا يصبح كل الناس أطباء يا خالد؛ لكي لا يبقى هناك مرضى أبداً؟

-ممم فكر معي يا صغيري، فلنتخيل أن كل واحد منا أصبح طبيباً، فمن سيدرس أبناءنا بالمدارس؟ ومن سينظف الشوارع لتبقى جميلة وبهية؟، ومن سيعمل في المخابز ليعدّ لنا المخبوزات الشهية، ومن سيصمم لنا البيوت، ومن سيبنيها، ومن سيصنع لنا ما نرتديه من ملابس، ومن سيدهن لنا بيوتنا؟

-نعم نعم، معك حق يا أخي يجب أن يكون هناك مهن متنوعة في هذه الحياة.

-بالتأكيد، فبالمهن يقوم المجتمع ويزدهر يا عزيزي، فصاحب كل مهنة يقوم ببناء الجزء المخصص له في هذه الحياة، فهذا المعلم يعلّم الأطفال ليصبحوا شباباً مثقفين يبنون المستقبل، وهذا المهندس يصمم البيوت، والشوارع، والجسور، والطرق، وذلك عامل نظافة يحافظ على جمال الشوارع والحدائق والساحات ونظافتها، وتلك ممرضة ترعى المرضى، وهذا ميكانيكي يصلح أعطال السيارات، وهذا طبيب يعالج المرضى ويخفف آلامهم.

-والنجار يصنع لنا أثاث البيت الجميل، والحداد يصنع الأبواب والنوافذ التي تحمينا.

-نعم نعم يا أحمد، والمهن كثيرة جداً لدرجة أننا لا نستطيع عدّها كلّها.

-هذا صحيح يا أخي، لكنها كلها مهمة، وجميلة.

-أحسنت، خاصة إن كانت مهنة شريفة ليس فيها سرقة، أو غش، أو خداع.

-طبعا يا أخي، أبعدنا الله عنها.


الخاتمة

كل المهن ضرورية ومهمة في المجتمع، وليس هنالك مهنة أفضل من أخرى، أو أكثر أهمية منها، إذ إن الله خلقنا مختلفين حتى نخدم بعضنا البعض، ونسهل الحياة على بعضنا البعض.


الموضوع الثاني

المقدمة

تتطلّب الحياة التي يعيشها البشر التعاون فيما بينهم لتأمين احتياجاتهم الأساسيّة، ويعدُّ العمل الركن الأبرز والأهمّ في الحياة، وقد شجعت عليه الأديان السماويّة دون التمييز، أو تفضيل مهنةٍ على أُخرى.


الفرق بين المهنة والحرفة

ينقسم سوق العمل إلى قسمَين، فهناك الأعمال المهنيّة التي تتمّ في المنشآت، والمعامل، والشركات، أو الوظائف سواء الخاصة منها أو الحكومية، والأعمال الحرفيّة التي يكون فيها العمل بشكلٍ يدويّ، وتهتم بحلِّ المشكلات مثل: النجارة، والسباكة، وتمديد الكهرباء.


المهن بين الماضي والحاضر

كانت المهن قديمًا بسيطةً تكتفي بأدواتٍ بدائيّة، ولا تحتاج إلى دراسةٍ نظريةٍ، وتخصّصات علميّة للتدريب عليها، وأقدم هذه المهن كانت الزراعة، بسبب حاجة الإنسان لتأمين قوته اليوميّ، وكذلك الصيد البرّي، وصيد الأسماك، ثم جاءت مرحلة جمع اللؤلؤ في المناطق الساحليّة، وبدأت بعدها المهن بالتطور من خلال استخدام أدوات تُسهّل العمل، وتوفّر الجهد والوقت، وتحقق للإنسان حياة أفضل، مثل: النجارة، والحدادة لصنع الأثاث المنزليّ، والزجاج الذي اسُتخدم أيضًا للأثاث، وأدوات الطعام، وأخذت المهن تصبح أكثر تنظيمًا وتخصصًا، وبات هناك مشرفين على العمل، كشيخ الكار، والشهبندر الذي يقابل النقيب في عصرنا، أمّا في عصرنا الحالي فقد أدّى التنوّع الكبير في المهن إلى وجود تخصّصاتٍ لضمان دقّة العمل، وأصبحت هذه التخصّصات تحتاج إلى دراسةٍ نظريةٍ جادّة، كمهنة الطبّ التي تتفرع إلى عدّة تخصّصاتٍ، تُمارس جميعها تحت سقفٍ واحدٍ، ومتابعةٍ من قِبل نقابةٍ خاصّة للأطباء، وكذلك مهنة المحاماة التي يدرسها الطّالب في الجامعة؛ حيث يختص بالقانون الجنائيّ، أو الشرعيّ، أو غير ذلك، ويتدرب لمدّةٍ معيّنة قبل نيل شهادةٍ تخوّله ممارسة مهنة المحاماة، كما يوجد بعض المهن الحديثة، والتي تلبّي، وتتماشى مع التطوّر التقنيّ، والتكنولوجيّ الحاصل في هذا الزمن، ولم تكن موجودة من قبل، من بينها مهندس الحاسوب، والممثل، والمخرج، والمذيع، والصحافي، ولا يخفى علينا التمييز الاجتماعيّ الذي تناله بعض المِهن على حساب مهنٍ أُخرى، ويعود ذلك لمدى الأهميّة، والخدمة التي تقدّمها هذه المهنة، ومستوى الدخل الماديّ الذي تعود به على صاحبها.


الخاتمة

مهما يكن التمييز الاجتماعي كبيرًا، إلاّ أنّه يجب علينا أن نولي الاهتمام لرغبتنا بالعمل والمهنة التي نقوم بها مدى الحياة، ونُعطيها من محبّتنا، وتفانينا القدر الكبير، لتعود علينا، وعلى مجتمعنا بالفائدة المرجوّة.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن عمال الوطن، تعبير عن المعلم