ولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول في عام الفيل، وولد يتيم الأب، وذُكر ذلك في القرآن الكريم، قال الله تعالى: (ألم يجدك يتيماً فآوى) (الضحى آية 6)، كما أنه فقد أمه في سن مبكرة، ورعاه جده عبد المطلب، وبعد وفاه جده، رعاه عمه أبي طالب، وعندما نتأمل حياة رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم العظيمة نجدها مليئة بالحكم والموعظة الحسنة.

نشأة الرسول صلى الله عليه وسلم

عاش النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أول سنوات حياته في صحراء بني سعد، وكانت معه مرضعته حليمة السعدية، وكان نسبه يعود إلى بني هاشم، الذين كانت لهم مكانة في قبائل مكة، وعندما كبُر نبينا عمل في الرعي، ثمّ بالتجارة، حيث عرف السيدة خديجة بنت خويلد، وعمل بتجارتها، فرأت حسن أخلاقه وأمانته وعرضت عليه الزواج فقبل، وتزوجها في سن الخامسة والعشرين لتكون أولى زوجاته، وأنجب منها القاسم، وعبدالله، وفاطمة، وأم كلثوم، وزينب، ورقية، أمّا الوحي فأُنزل عليه عندما كان عمره أربعين سنة في غار حراء، ومنذ ذلك الحين أخذ رسول الله يدعو الناس سراً لمدة ثلاث سنوات إلى التوحيد، ويحذرهم من الشرك وعبادة الأصنام، وكانت زوجته خديجة أول من آمنت من النساء، وكان صديقه أبو بكر الصديق أول من آمن من الرجال، وبعد ذلك، بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالجهر في الدعوة، ولكنه عانى كثيراً من أذى المشركين، حيث كذبوه، ووصفوه بالساحر والمجنون.


رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم (الإسراء والمعراج)

بعد تعرّض النبي محمد صلى الله عليه وسلم للكثير من الأذى في سبيل الدعوة إلى التوحيد، حدثت حادثة الإسراء والمعراج، حيث أسرى به الله من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماء، وقد قال الله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) (سورة الإسراء آية 1)، وخلال هذه الحادثة رأى نبيّ الله الكثير، وفُرضت عليه الصلوات الخمس، بعد أن كانت خمسين صلاة ولكنه سأل ربه التخفيف حتى صارت خمساً.


هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

هاجر نبينا إلى المدينة المنورة بعد اشتداد تضييق الكفار على المسلمين، وفرضت الهجرة على نبينا لنشر الإسلام، فكانت المدينة المنورة هي المكان الأنسب لذلك، حيث خرج تاركاً مكة إليها وعند وصوله خرج أهلها لاستقباله بكل حب ومودة، وهناك بُني أول مسجد في الإسلام وهو مسجد قباء.


وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

توفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، في العام الحادي عشر للهجرة، وكان عمره حينها ثلاثة وستون عاماً، وكانت وفاته في المدينة المنورة، في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها.


الخاتمة

كانت حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مليئة بالدروس العظيمة، فقد استمر بالدعوة إلى الإسلام حتى توفي، وعلى الرغم من جميع العقبات التي واجهته في الدعوة، إلا أنّه استمر فيها، ومن واجبنا كأمة محمد عليه الصلاة والسلام تعلم سيرته، والاقتداء به.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن خديجة رضي الله عنها، تعبير عن الهجرة السرية