وادي رمّ

يُعتبر وادي رم من أشهر المواقع السياحيّة في الأردن، حيث يتميّز بسحره الأخّاذ الآتي من شكل تضاريسه التي كوّنتها الطّبيعة، حتى أصبح محطّ أنظار السيّاح وقبلتهم من جميع أرجاء العالم، وقد لفت الوادي أنظار المخرجين في العالم، حيث صوّر فيه الفيلم الشّهير (لورانس العرب)، وفيلم (الكوكب الأحمر)، وفيلم (المتحوّلون)، إضافةً للعديد من البرامج الوثائقيّة.


وصف وادي رمّ

وادي القمر هو اسمٌ أُطلق على وادي رمّ، لأنّ شكل الوادي في تضاريسه يشبه إلى حدٍ كبير سطح القمر، وتحيط بالوادي جبالٌ شاهقة تعدّ من أعلى القمم في بلاد الشّام، ومن هذه الجّبال المحيطة بالوادي جبل أمّ الدّامي، وجبل رام، أمّا عن الطريق المؤدّية إليه فيتمكّن الزّائر من الوصول إليه من خلال اجتيازه الطّريق الصّحراوي، حتّى يصل إلى تقاطع وادي رم، ووادي رم هو وادٍ ممتدّ عُثر فيه على الكثير من الآثار والشّواهد التاريخيّة والنّقوش، وقد دلت هذه النّقوش على أنّ الوادي كان مأهولاً قديماً بالسّكان، ومليئاً بالأشجار والينابيع، والحيوانات ورحلات الصّيد فيها، إضافةً إلى كونه ممرّاً للقوافل العربيّة التجاريّة القادمة من الجّزيرة العربيّة واليمن باتّجاه بلاد الشّام، وتحتوي وادي رمّ على الكثير من النّقوش الثموديّة والإسلاميّة.


ومن أقوال جلالة الملك عبدالله الثّاني عن وادي رم: "لا بُدَّ من زيارة وادي رم إنَّها وجهتي المفضَّلة، إنَّه مكانٌ ساحرٌ وخلاب، خاصَّةً عندما تمضي فيه ساعات الليل"، فالليل في وادي رم حكايةٌ أخرى، ففي الليل تنكشّف السّماء براقةً تتزيّن بالنّجوم المتلألئة المتوهّجة بعيداً عن أضواء المدينة التي تمتصّ بريقها ولمعانها، ولهذا من يقصد زيارة وادي رم لا بدّ له من التخييم والمبيت ليستمتع بليلها السّاحر، والذي لا يشبه أي مكانٍ على وجه الأرض، وكأنّ الذي يراقب النّجوم فيه يجلس على صفحة القمر، وينظر للكون من حوله، وهذا سببٌ آخر لتسميته بوادي القمر، في ليل وادي رم يبتعد الزّائر عن العالم المتحضّر يشكلٍ كامل ليعود إلى الطَّبيعة بعيداً عن وسائل الاتّصال والتّكنولوجيا، فيشعل النّار ويصنع طعامه وقهوته على الحطب، وينام في خيمة، فما أجملها من تجربة!


وادي رمّ في الشعر

ورد ذكر وادي رم في العديد من الأشعار والقصائد في الماضي والحاضر، ومن هذه القصائد ما قاله شاعر الأردن مصطفى وهبي التّل (عرار):

يا أخت رم كيف رم وكيف حال بني عطيّة

هل ما تزال هضابهم شماً وديرتهم عذيّة

سقيا لعهدك والحياة كما نؤملها رضيّة

وتلاع وادي اليتم ضاحكة وتربته غنيّة

وسفوح (شيحان) الأغن بكل يانعة سخيّة

أيام لم يك للفرنجة في ربوعك أسبقيّة

والعلج ما انتصبت له في كل مومات ثنيّة


الخاتمة

وأخيراً وادي رم أو وادي القمر هو الوجهة الأمثل للباحثين عن الهدوء والسّكينة والمغامرة معاً، فليل الوادي ساحر يزوّد النفس بالطمأنينة والهدوء، وفي نهار الوادي تبدأ حياة المغامرة الحقيقيّة، فالرحلة إلى وادي القمر ستُحفر بالذّاكرة، وتنعكس على حياة من زارها بالإيجاب.