المقدمة

للمسلمين في شتى بقاع الأرض عيدان يفرحون بهما أشدّ فرح، أوّلهما عيد الفطر الذي يتلو شهر رمضان المبارك وفيه يفرح الصائم بشهرٍ عبد الله به كثيراً، وامتثل لأوامره بالصيام والقيام والصلاة، وثانيهما هو عيد الأضحى الذي يذبح فيه المسلمون الأكباش المختلفة من خراف، وأبقار، وجمال كما فعل سيدنا إبراهيم عندما أراد ذبح سيدنا إسماعيل بعد أن رأى أن الله يأمره بذلك في الحلم، فأنزل الله من السماء كبشاً عظيماً يفديه به، ومن يومها اتّخذ المسلمون هذا الموقف قدوة واعتادوا على ذبح الأضحيات لمن استطاع، وللعيد مظاهر كثيرة من ضمنها شراء ملابس جديدة يحتفل بها الأطفال والكبار.


وصف لبس العيد

للعيد مظاهر كثيرة قد تكون بنفس جمال العيد ذاته، إذ يبدأ المسلمون التجهيز لهذه الفرحة قبلها بأسابيع، فينطلقون في الأسواق وكل يريد شراء أجمل الملابس، والأحذية له وللأبناء، والنساء يبدعن في صنع أصناف الحلويات المتنوعة كالكعك، والنمورة، والغريبة وغيرها، حسب تقاليد ذلك البلد، بالإضافة إلى قيامهن بتنظيف البيوت فوق المعتاد، وتزيينها لإشعار أهل البيت بالبهجة والسرو، ولا ننسى أنّ ذلك أيضاً من السنة حيث أجاز الرسول صلى الله عليه وسلّم الفرح والسرور في العيد، وممارسة كل ما يُسعد الإنسان فيه ما لم يكن محرّماًً، ومن الأشياء المميزة التي تعطي العيد نكهته هي شراء الملابس الجديدة والأنيقة التي تليق في هذا اليوم المميز، حيث يقضي الآباء والأمهات الكثير من الوقت والجهد في الأسواق لشراء ما يلزم أطفالهم من ملابس يفرحون بها


وبعد وقت يمضونه في الأسواق تعود الأم محملة بالأكياس إلى البيت، فيتراكض عليها الأطفال كل يريد أن يرى نصيبه من هذه الأكياس وما تحتوي عليه من ملابس، فتبدأ الأم بإخراج الملابس الملونة من أكياسها لتعم البهجة والسرور في المنزل، فروائحها الجميلة، وألوانها الزاهية، وما يرافقها من أدوات زينة للشعر وحلي ملونة للفتيات، وأحذية وساعات وحقائب وغيرها تجعل المكان يفيض بالحياة، يخطف كل طفل ملابسه من يد الأم الحنونة ويتوجّه راكضاً إلى الغرفة لقياسها والتأكد من مناسبتها له، فهذا تعجبه ملابسه ويبات راضياً عنها كل الرضا، وذاك يحتاج لقياس أكبر، وهذه لقياس أصغر، ومهمة الأم هي إبدال هذه الحاجيات إلى حين تحقيق رضا كل الأبناء عن حاجياتهم.


الخاتمة

تظلّ الملابس حبيسة الخزانة حتى ليلة العيد المنتظرة، فيستحمّ الأطفال، ويمشطون شعرهم، ويتقافزون نحو الخزانة ليخرجوا ملابسهم ويعلقوها عليها من الخارج، مع أحذيتهم شديدة اللمعة، وحليّ الفتايات وحقائبهن، وينامون وهم يرددون:


أحب العيد من قلبي وأنعم فيه بالحب وأدعو فيه أحبابي لنسعد فيه بالقرب



أمّا ملابسهم فتظل ماثلة أمامهم طوال الليل، يرونها أمامهم كلما تفتحت أعينهم على غفلة، فيبتسمون ويعودون ليغطوا في نوم عميق، حتى توقظهم تكبيرات العيد السعيدة، فينهضوا من أسرّتهم على عجل، ويرتدون ملابسهم الجميلة التي طال انتظار ارتدائها متوجّهين إلى صلاة العيد فرحين.


للمزيد من المواضيع: تعبير عن العيد، تعبير عن عيد الأضحى