الريف

لم أكن أدري ما معنى الريف، ولا كم هو جميل إلّا بعد أن قرّرت معلمة التربية الاجتماعية اصطحابنا في رحلة مدرسيّة قصيرة بعد أن أخذنا درساً عن المدن، والأرياف، والقرى، لنميّز فيها مظاهر كل مكان من هذه الأماكن وتبقى عالقة في أذهاننا، فلا ننساها أبداً.


جمال الريف

جاء اليوم الموعود وانطلقنا في الحافلة إلى أحد الأرياف المجاورة لمدينتنا، وعلى الرغم من ذلك لم تكن المسافة قريبة لكننا كنّا مستمتعين في الرحلة، وأثناء المسير وقد كنت أتحدّث إلى صديقتي التي تجلس إلى جانبي وصلت إلى أنفي رائحة أزهار جميلة لم أكن قد شممت مثلها من قبل، فنظرت سريعاً من النافذة لأرى أروع المشاهد على الإطلاق في نفس الوقت الذي سمعت فيه المعلّمة تقول بأنّنا قد وصلنا إلى المكان المنشود، لقد كان المكان واسعاً جداً، ومنبسطاً بشكل عجيب وقد اكتسى باللون الأخضر تماماً، فيما زيّنته الأزهار الملوّنة هنا وهناك، لم نتمالك نفسنا فنزلنا من الحافلة مسرعين لنستكشف ما في الخارج.


تراقصت حولنا الفراشات البديعة فور نزولنا من الحافلة، وأفراد النحل هنا وهناك تجمع رحيق الأزهار لتصنع منها عسلاً شهيّاً، وعلى مقربة منّا قطعان من الخراف ذات الأصواف البيضاء والسوداء، والرمادية ترعى العشب بهدوء وسلام، فيما يحرسها راعٍ شاب يجلس تحت شجرة ممسكاً بناي يعزف أجمل الألحان، وزوجته تقوم بحلب بعض هذه الخراف لتحصل منها على ألذّ حليب، نظرنا إلى الناحية الأخرى فرأينا عدداً قليلاً من البيوت البسيطة التي تفصل بينها مساحة واسعة، وأخبرتنا المعلّمة بأنّ قلّة المباني وبساطة بنائها هي من أهم ميّزات الريف، وبينما نحن نتكلّم اقترب منّا فلّاح يحمل في يده سلّة كبيرة من الخيار الطازج، فاقترب من المعلمة وألقى عليها التحيّة وأخبرها بأنّه جنى هذا الخيار من حاكورة منزله وأتى به بعد غسله لنتذوّقه، فشكرته معلّمتي فيما أخذنا نأكل الخيار بشهيّة منقطعة النظير، تحت السماء الصافية التي لا تلوّثها أدخنة المصانع والسيارات، والفراشات تتراقص من حولنا، والعصافير فوقنا تطير.


الخاتمة

الريف هو رئة الوطن التي تبعث فيه الهواء النقيّ، ويتميّز بنقاء سمائه، وبساطة بناء البيوت فيه، وطيبة أهله، والريف له جماله كما للمدينة جمالها، وأوطاننا كلّها جميلة علينا أن ندعو لله أن يحفظها.



للمزيد من المواضيع: تعبير قصير عن الأرض، تعبير قصير عن الفلاح