الموضوع الأول

المقدمة

ذهبنا إلى إحدى القرى لزيارة صديق والدي القديم، فوقف أبي لشراء الماء من بقالة في طريق في عودتنا، وبينما أنا أنظر من النافذة شدّني منظر رجل كبير في السن يعمل في أرضه، ومعه زوجته وأولاده الصغار، فشاهدتني والدتي وأنا أراقب ما يفعلون فقالت لي: نعم يا هاني، إنه الفلاح الكريم الذي نسمع عنه دوماً، ونأكل من خيرات أرضه.


طيبة الفلاح

عاد أبي يحمل الماء، فاستأذنته أمي بأن ننزل قليلاً لنسلّم على هذا الرجل الطيب وعائلته، فلم يمانع والدي ذلك، ولما وصلنا إلى حدود الأرض انبهرت من جمالها، فقد كانت خضراء جميلة، زُرعت بثلاثة أصناف من الخضار، وبدت أجمل مما هي عليه من بعيد، فسلّم أبي على الفلاح وسلمنا على عائلته، وتبادلنا معهم أطراف الحديث، فسأله أبي ماذا يفعل الآن؟، فذهب الفلاح وقطف بعض حبات من الطماطم وغسلها من عين ماء قريبة وقدمها لنا لنأكلها، لقد كانت أشهى حبّات تذوقتها في حياتي، فشكرناه وطلبنا منه أن نتجوّل في الأرض قليلاً بينما يشرح لنا هو عن مراحل زراعة الأرض، حيث يقوم بتنظيفها من بقايا نباتات العام الماضي، ثم يقوم بحرثها وقلبها لتهويتها، ثم بتخطيطها وتقسيمها لمساحات بأشكال معينة، ثم يقوم بزراعة الأشتال، أو البذور فيها، فكل نبات له طريقة في زراعته.


وبينما نحن نتحدث أحضرت زوجة الفلاح لنا الشاي الساخن المنكّه بنعناع الأرض اللذيذ، فقال الفلاح: وبعد الزرع نبدأ بترقب نمو المحصول، فنخاف عليه من حرارة الشمس الحارقة، أو برودة الشتاء القارصة، أو الجفاف، أو من الأمراض ودود الأرض، ثمّ نرشه بالمبيدات، ونزيل ما حوله من أعشاب ضارة، ثم يأتي وقت الحصاد، وحينها أشعر بأنّ تعبي لم يذهب سدى، فأفرح حين أجني الثمر بيدي وأعبئه بالصناديق لتستمتعوا بتذوقه أنتم، فقال أبي: نعلم كم تبذل من جهد أنت وزملاؤك في الحفاظ على أرض الأجداد وزراعتها، ومتابعة النباتات فيها، ونحترمكم جداً، ونعلم أنّ لولاكم لما تزيّنت موائدنا بأشهى الخضار والفواكه.

قالت أمي: أنت أيها الفلاح وعائلتك أصحاب نفوس كريمة وشريفة، تعملون في حر الشمس، وبرد الشتاء لتحصِّلون رزق أبنائكم، فكم نحن فخورون بكم!.


الخاتمة

ابتسم الفلاح وشكر أبي وأمي على كلامهما الطيب، بينما تقدّمت زوجته وطلبت منا مشاركتهم طعام الإفطار البسيط الذي أعدته، فلم يرفض أبي ذلك، بل تقدمنا وجلسنا تحت شجرة تفاح قريبة، وقضينا معهم وقتاً رائعاً لن أنساه.


الموضوع الثاني

المقدمة

نراه مرفوع الهامة لا ينحني إلّا لجني محصوله، في وجهه سُمرة جميلة من أثر عمله الكريم تحت أشعة الشمس الحارقة، يعمل ليل نهار، ويصبر كثيراً حتى يرى بذره ينمو ويكبر ويعطي أجمل الثمر، نفسه كريمة تعطي دون سؤال، إنّه عمّي الفلاح الذي يعمل في السهول، والهضاب، والجبال دون كلل أو ملل.


مهام الفلّاح

يتميّز الفلاح في صبره الطويل لجني محصوله، فلا شيء في مهنة الفلاحة يأتي بسهولة، فالفلاح قبل أن يبذر البذر في الأرض يجهّزها للزراعة، ويكون ذلك بقلبها وحراثتها باستخدام المحراث الزراعي أو الجرّار، أو باستخدام الدواب إن لم يمتلكها، ثمّ يقوم بعدها بتنظيفها من بقايا الحشائش والأحجار والتأكّد من أنّها أصبحت جاهزة للزراعة، فيقوم باختيار نوع النبات المناسب للفصل الذي سيزرع فيه، فبعض البذور لا تنمو إلّا في الصيف، وبعضها الآخر في الربيع، وبعضها في الخريف، وما بقي في الشتاء، وبناء على ذلك يختار الفلاح البذور أو الشتائل المناسبة ويزرعها في الأرض، ويرويها منتظراً بداية نموّها بصبر وحماس، ولا تنتهي مهمّة الفلاح عند نموّها حيث تبدأ عملية حمايتها من الديدان والحشرات برشّها بالمبيدات الحشرية أو تغطيتها، كما تُغطّى أيضا لحمايتها من صقيع الشتاء، ولا ننسى عملية إزالة الحشائش الضارة من حولها باستمرار حتى تنمو وتعطي أجمل الثمر الذي يقطفه الفلاح ويملؤه في الصناديق استعداداً لإرسالها للمدن لبيعها.


واجبنا تجاه الفلاح

الفلاح رجل طيب وصبور، يجني لقمته بعرق جبينه، ويؤمّن لنا ما نحتاجه من خضار وفواكه؛ لذا علينا احترامه جداً، وتقدير جهوده، كما يجب على الدولة مساعدته لمواكبة تطور الأدوات الزراعية، وحلّ المشاكل التي قد تواجهه خاصة في فصل الشتاء، فمن دون الفلاح لن نستطيع تأمين حاجاتنا من الخضار والفواكه اللازمة في غذائنا، كما يجب على الدولة أيضاً مشاركة الفلاحين في الدورات التدريبية التي تقوم في الدول الأخرى لتثقيفهم.


الخاتمة

لا بدّ لنا من احترام الفلاح، وتقدير جهوده لأنّه يقوم بعمل عظيم يؤمّن لنا منه ما نحتاجه من خضار وفواكه على مدار العام، فلله درّه ما أجمله وأكرمه!.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير قصير عن الريف، تعبير قصير عن الشجرة