الموضوع الأول

المقدمة

كنّا نلعب أنا ومريم أختي كرة القدم، لكن هذه المرة داخل المنزل رغم تحذيرات أمي المتواصلة باللعب بالكرة خارجاً، لكن هذا لا يهم فهي غير موجودة بالمنزل الآن، ولا أبي حتى، وبينما نحن نلهو رمت أختي الكرة بعيداً فقفزتُ لالتقاطها، وإذا بي أرتطم بمزهرية الورود التي أحضرها جدي لأمي عند سفره لهولندا، فأُسقطها على الأرض وأكسرها كسوراً كثيرة لم نستطع لملمتها بعدها.


الصدق نجاة

حزننا كثيراً أنا ومريم أختي لما حصل، وبعد تفكير طويل قررنا أن نخبر أمي بأنّ "بوبي" كلبنا البني هو من ارتطم بالمزهرية وكسرها أثناء ركضه في البيت، وبالفعل جاءت أمي ولاحظت عدم وجود المزهرية، ولما سألت عنها أخبرناها بأن بوبي كسرها، وأننا قمنا بتنظيف المكان من بعده، فحزنت كثيراً ثمّ صعدت لترتاح في غرفتها.


عند المساء كنا نجلس على مائدة الغداء، فقال والدي: لقد مشينا أنا وبوبي مسافة طويلة هذا اليوم امتدت حتى ساعات العصر، فعرفت أمي أن بوبي لم يكن موجوداً في المنزل، وأنه لم يكسر المزهرية، فنظرت إلينا أنا ومريم فيما نظرنا نحن في الأرض من شدة الخجل، وبعد الغداء تبعنا أمي إلى المطبخ أثناء غسلها للأطباق، واعتذرنا لها على ما بدر منّا، فقالت: أنا حزينة على كسر المزهرية يا أبنائي، لكني حزينة أكثر على عدم صدقكما معي.

فقلت: ولكننا كذبنا يا أمي لكي لا تغضبي منّا.

قالت أمي: وماذا عن غضب الله منكما لأنكما لم تقولا الصدق؟.

نظرنا أنا ومريم ببعضنا البعض، وقالت مريم: لم نقصد ذلك يا أمي.

-أحبّائي قد يكون الصدق صعب في معظم الأحيان، لكنه مطلوب دائماً، فالله تعالى يحبّ الصادقين، وينقذهم من المشاكل دوماً، وإنّ الصادق تحبه الملائكة أيضاً ويسمى عند الله صادقاً، أما الكاذب فيبغضه الله، والملائكة، ويُسمى عند الله كذّاباً، وأنتما، ماذا تريدان أن تُسميا عند الله؟

قلنا: صادقان طبعاً.

قالت: حسناً، إذن فلتقولا الصدق دوماً دون خوف أو تردد، مهما كانت النتائج، ولتكونا كالرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم صادقاً صدوقاً.

قلنا: نعدك بذلك يا أمّنا الغالية، ولكن ماذا عن المزهرية؟


الخاتمة

عانقتنا أمي عناقاً دافئاً وقالت: لقد سامحتكما يا أحبائي، بشرط أن تتحريا الصدق دوماً وأبداً إرضاء لله، واتباعاً لرسولنا الكريم، عانقنا أمي وقلنا بصوت واحد: وافقنا، وافقنا.



الموضوع الثاني

المقدمة

قال الشاعر:

مَا أَجْمَلَ أَنْ تَحْكِيَ صِدْقًا

مَا أَكْمَلَ أَنْ تَنْطِقَ  حَقًّا

وَاهْرُبْ عَنْ كَذِبٍ يُؤْذِيكْ

وَاحْذَرْ أَنْ تَمْسَسْكَ النَّارْ


الصدق خلق جميل على الجميع أن يتحلّى به، ففي الصدق نجاة، وعكس الصدق هو الكذب لكنّ في قول الكذب شر دائماً، لذا على الإنسان الذكي أن يختار دوماً الصدق الذي هو طريق الصواب، ويبتعد عن الكذب الذي هو طريق الخطأ.


فوائد الصدق

أمر الله عزّ وجل المسلمين أن يكونوا صادقين في كلّ أمور حياتهم فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، لأنّ قول الصدق مهم جداً في حياة الإنسان لأسباب كثيرة وأولها هو أن ينال الإنسان رضا الله ومحبّته، فالله لا يحب سوى الإنسان الصادق في قوله وفعله، وبالتالي إن أردنا ان يحبّنا الله فعلينا أن نكون صادقين، كما أنّ الصدق مهم لأنّ مَن حولنا لا يحبّون التعامل إلّا مع الإنسان الصادق، وينفرون من الإنسان الكاذب، فالصادق الأمين يكسب حبّ الناس، واحترامهم، فيؤمّنونه على أموالهم، وأسرارهم وكلّ شيء، وهذا شيء جميل بالنسبة للإنسان نفسه.


أشكال الصدق

على الصدق أن يكون موجوداً مع الإنسان أينما ذهب، وفي كلّ المواقف، فلا يخاف أن يقع في المشاكل لأنّه صادق، لأنّ الله تعالى مع الصادقين وسينجيهم دوماً، وحبل الكذب قصير كما تقول لي أمّي دوماً، ولا بدّ أن ينكشف مهما طال الزمان، والصدق يكون في أقوالنا، فلا نقول إلّا ما قد حصل دون زيادة أو نقصان، ولا نقول أيضاً إلّا ما قد رأيناه في أعيننا نحن، كما أنّ الصدق يكون بأفعالنا أيضاً فالتاجر لا يغش زبائنه ولا يقول لهم إلّا الحق، لأنّ الغش هو عكس الصدق، وكذلك المهندس، والنجّار، والحدّاد وكل أصحاب المهن.


الخاتمة

على المسلم أن يكون صادقاً في كلّ أمور حياته لينال رضا الله، واحترام الناس وحبّهم، ويشعر براحة الضمير، لأنّ الكذب هو سبب القلق، وهو من عند الشيطان والشيطان كما نعلم لا يحبّ راحة المسلم ولا يتمنّاها، فما أجمل أن يكون الإنسان صادقاً نقيّاً لا يقول إلّا الحق.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير قصير عن الأمانة، تعبير قصير عن نصح صديق بترك السرقة