المقدمة
نزلنا جميعاً فرحين إلى حصة الرياضة الأخيرة يوم الثلاثاء، فهي الحصة المفضلة لدينا، خاصة أنّ معلّمتنا شيماء تجعلنا نمارس تمارين رياضية، وأنشطة جميلة، نزلنا إلى الساحة وكلنا حماس، وبدأنا بأداء التمارين، وفي منتصف الوقت شعرت ببعض العطش، فذهبت إلى حقيبتي كي أشرب الماء منها، وإذا بي أتفاجأ بزميلتنا رهف تمدّ يدها خفية، وتأخذ مبلغاً من المال من حقيبة الآنسة شماء! يا إلهي كم تفاجأت وحزنت لما رأيته! والآن، ماذا علي أن أفعل؟ هل أخبر المعلمة؟ أم أتظاهر أنني لم أر شيئاً؟ أنا في حيرة من أمري.
عواقب السرقة
عدت إلى المنزل ودخلت غرفتي حزينة لا أصدق أن رهف تلك الفتاة الخلوقة تسرق! وبينما أنا كذلك طرقت أمي الباب ودخلت، ثم سألتني عن سب حزني وكآبتي اللذين لاحظتهما أثناء تناولي طعام الغداء، فأخبرتها بما حصل، وسألتها عمّا يجب عليّ فعله، سكتت أمي قليلاً وقالت: بنيّتي السرقة أمر محرّم طبعاً، لكن ربما قد تعرضت صديقتك رهف لظرف دفعها لذلك؟ لذا يجب عليك نصحها، وعدم تركها للشيطان ليزلّها أكثر، فلا يجب على المسلم أن يسكت إن رأى خطأ، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، لذا عليك نصحها لكن دون أن تجرحي مشاعرها، وأن يكون هذا بشكل سري.
فكرنا أنا وأمي بطريقة لذلك فقررنا أن نتولى أنا وصديقاتي برنامج الإذاعة المدرسية غداً وأن نتحدث فيه عن السرقة وعواقبها، وبالفعل راسلنا معلمتنا عبر الواتس أب فوافقت، وفي اليوم التالي اعتليتُ منصة الإذاعة ومعي صديقاتي، وبدأنا بقراءة آيات من كتاب الله عن السرقة وعقابها، تلا ذلك حديث شريف يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، ووضحنا عواقب السرقة المتمثلة بغضب الله تعالى وسخطه، وخسارة محبة الناس، ونزع البركة من العمر والرزق، فكيف يبارك الله لمن اعتدى على حقوق الآخرين وممتلكاتهم؟.
الرجوع عن السرقة
في اليوم التالي شاهدت صديقتي رهف وهي تعيد المبلغ المسروق إلى محفظة معلمتي، ففرحتُ كثيراً لذلك، وبعد أيام علمتُ من إحدى صديقاتنا أن أخ رهف كان مريضاً وبحاجة لعملية طارئة ففهمتُ لم فعلت ما فعلته، لكنني علمت منها أيضاً أنّ الله رزق والدها بمبلغ كبير بعد أيام مكنهم من دفع تكلفة العملية، لا شكّ أنّ ذلك جزاء توبتها ورجوعها عن السرقة.