الموضوع الأول

المقدمة

قررنا الذهاب أنا وأصدقائي عمر وسامر وخليل إلى الغابة في نزهة، وقد كنا متحمسين لذلك جداً، فأعددنا عدّتنا، واصطحبنا معنا كلبي المفضّل "كراميل"، كلبي كراميل هو أحد أفراد العائلة، لقد أهداني إياه جدي في عيد ميلادي الرابع، وما زال عندي حتى الآن، ألعب معه، وأتسابق، وأصطحبه إلى أي مكان أذهب إليه، وأقضي معه كل وقتي، والآن وصلنا الغابة، ووضعنا خيمتنا، وحاجيتنا وخططنا لقضاء وقت جميل.


كراميل الوفي

تناولنا طعام الغداء الذي أعددناه بأنفسنا، وتنزهنا في الغابة من حولنا، لقد كانت أشجارها باسقة وكثيفة، أعطت المكان جمالاً وسحراً، فتسلقنا بعضها، ورأينا بعض السناجب، والأرانب، والعصافير الغريبة، وكان على جانب الغابة نهر ليس بعميق قررنا أنا وأصحابي أن نذهب للسباحة فيه بعد الغداء، وبالفعل توجهنا إلى هناك وبدأنا باللهو في مياهه الباردة الجميلة، والتراشق فيها، واللعب مع الأسماك الصغيرة الملونة، والضفادع الموجودة فيه، وكراميل واقف يراقبنا بهدوء، وما هي إلا دقائق حتى بدأ كراميل بالنباح عالياً، فلم نفهم سبب ذلك، وبينما هو كذلك صعدت أنا إلى ضفة النهر حتى أتناول الشبكة التي أحضرناها للصيد وأرى ما يزعجه، فإذا بأفعى قريبة مني تحاول لدغي، وقبل أن تصل إلي انقضّ عليها كراميل لإبعادها عني، فأمسكها بين أنيابه ورماها بعيداً، لكنها كانت قد لدغته في بطنه لدغة قاتلة قبل أن يرميها، فركضتُ لاحتضانه، وما هي سوى لحظات حتى فارق كراميل الحياة، فيما بكيت أنا وصرخت حتى جفّت دموعي على كلبي الوفي، وأصدقائي من حولي يحاولون مواساتي.


الخاتمة

حزنت على كراميل حزناً كبيراً، فقد كان صديقي قبل أن يكون كلبي العزيز، فيما دفنّاه في ساحة البيت لدينا، ومنذ ذلك الوقت وأنا أزور كراميل الذي لن أنساه أبداً كل يوم، وأتذكر وفاءه منقطع النظير الذي جعله يضحي بنفسه من أجلي، لقد كان حادثاً أليما لن أنساه.


الموضوع الثاني

المقدمة

بعض الأحداث تُحفر في الذاكرة ولا تُنسى، ومنها ذلك الحادث الأليم الذي فقدتُ به جدّي العزيز يومها، لا زلتُ أذكره بكل تفاصيله رغم مرور العديد من الأعوام، أذكر حينها أنّي كنت طفلة صغيرة لا تتجاوز السادسة من عمرها، فرحنا كثيراً حين قررّ أبي أن نذهب لزيارة بيت خالي في محافظة أخرى ونصطحب معنا جدّي العزيز الذي كنتُ أحبّه كثيراً، وفي اليوم المحدّد ارتدينا ملابسنا وركبنا السيارة فرحين لزيارة بيت خالي، وأنا أعدّ الدقائق للوصول، ورؤية بنات خالي اللواتي أحبّهن جداً، وصلنا بعد ساعتين من القيادة المستمرة وقد أنهك أبي أثناءها، إلّا أننا قضينا سهرة ممتعة للغاية، لعبت فيها مع بنات خالي كما كلّ مرة، وكنا نسابق عقارب الساعة لكي لا يمرّ الوقت وتحين ساعة الرحيل، فيما جلس الكبار يتسامرون ويتبادلون الأحاديث الشيقة والنكات المضحكة، وكانت سهرة جميلة للغاية.


كلما كان أبي يقرر الرحيل كان خالي وجدي يجلسانه ويطلبان منه البقاء أكثر، وأبي يوافق على ذلك لأنّ السهرة جميلة، إلى أن حلّ منتصف الليل بل أكثر، فعند الساعة الثانية فجراً قررنا أنّ الرحيل قد حان، فسلّمنا على الجميع ووعدناهم بزيارة قريبة، وفي الطريق وعلى شارع رئيسي سريع سمعنا صوتاً عالياً يصدر من سيارتنا، وبدأت السيارة بالتحرك يمنة ويسرة دون أن ندرك ماذا يحصل، أذكر أنني كنتُ مغمضة العينين من شدّة النعس، إلّا أنّني استيقظت على صوت أمي وإخوتي يصرخون وقد فقد أبي السيطرة على المركبة، وفي النهاية قرر أبي أن ينجو بنا فأوقف المركبة عن طريق ارتطامها بسور كبير كان يطل على وادٍ مخيف، وما إن استقرت السيارة حتى نزلنا منها مذعورين نرى الدولاب المنفجر إلى جانب السيارة، وقطرات من الدماء هنا وهناك تتبعنا مصدرها فوجدناها من جدّي العزيز، وصل الدفاع المدني وقد اتّصل به الناس واصطحبونا إلى المستشفى للتأكد من أننا جميعاً بخير، إلّا أنّ جدي الحبيب كان قد فارق الحياة إلى الأبد.


الخاتمة

الأحداث المؤلمة والمصائب ما هي إلّا اختبارات من رب العالمين؛ ليعلم الصابرين، فعلينا أن نصبر ونحتسب، ونرضى بقضاء الله وقدره مهما كانا امتثالاً لقوله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (سورة البقرة، الآيات: 155-157).



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير قصير عن مرض أخي، تعبير قصير عن حوادث المرور