المقدمة

الأخ هو نعمة كبيرة من الله تعالى، فهو السند في هذه الحياة، يفرح معك لفرحك، ويحزن لحزنك، يدافع عنك إن وقعت في مشكلة ما، ويساعدك على حلّها، والأخ حبه لك صادق جداً، فهو غير منافق، وكيف يكون منافقاً ودمكما واحد؟ انا أحبّ أخي جلال كثيراً رغم أننا نتشاجر في أغلب الأحيان على أشياء تافهة، إلّا أننا لا نطيق ان نبتعد عن بعضنا البعض، فنعود ونتصالح من جديد، لا أشعر أنّ البيت جميل من دونه أبداً، وأدعو الله دوماً أن يحفظه لي.


مرض أخي

جلال أخي الذي يصغرني بعام واحد مشاكس جداً، ودوما ما يستفسرني فأغضب كثيراً فيما يجلس هو ضاحكاً علي وهذا سبب معظم مشاجراتنا سوياً، لقد اعتاد جلال على الاختباء خلف الباب عند ذهابي في مشوار ما، ثم إخافتي عندما أفتح الباب، والركض سريعا للاختباء في الغرفة، وفي يوم من الأيام دخلت إلى البيت لكن جلال لم يكن خلف الباب كعادته! فظننتُ أنّه في مكان ما، سألت أمي عنه فأخبرتني أنه مريض ونائم في غرفته، فهو يشكو من إنفلونزا حادة جعلته يرقد في الفراش.


حزنت كثيراً عند سماعي ذلك، وتوجهت مسرعا إلى غرفة أخي الحبيب، فوجدته نائماً في سريره وقد كان أحمر الوجه من شدة الحرارة، وما إن وضعت يدي على جبينه حتى فتح عينيه بصعوبة وقال لي: أحمد..سامحني يا أخي على إغضابي لك دوماً، ثم عاد يغط في نوم طويل، بقيت بجواره سبع ساعات لم يأكل خلالها أي شيء، فهو لا يفعل شيئاً سوى النوم، أما أنا فظللت أدعو الله أن يشفي أخي الحبيب ودموعي تنهمر على خدي، حتى جاءت أمي وطلبت مني الذهاب إلى النوم فغداً هو يوم دراسي، طلبت منها أن أبقى إلى جانب جلال فرفضت وأخبرتني بأنها ستنام إلى جانبه لتعطيه الدواء في موعده، وتضع له الكمادات.


غادرت غرفة جلال وأنا أشعر بالكآبة والحزن، حتى البيت لقد كان مملاً اليوم وكئيباً دون صوت ضحكات جلال التي اعتدنا عليها، وأنا لم أجد من ألعب معه، وأشاهد معه برنامجي المفضل، وأحدثه عما أزعجني في المدرسة، وعما رأيته في الحي، استمر الحال على ما هو عليه ثلاثة أيام، وأخي جلال لا يترك سريره، وأنا أزداد حزناً وهماً يوما بعد يوم.


الخاتمة

في اليوم الرابع دخلت إلى البيت أنوي التوجه إلى غرفة جلال للاطمئنان عليه، فإذا بشخص قد اختبأ خلف الباب وصرخ بصوت عال أرعبني، نظرت ورائي فوجدت أخي جلال والابتسامة تعلو وجهه، وصوت ضحكاته المعتادة عادت ترن في البيت من جديد، غرقت عيوني بالدموع وصحت: جلال!! اشتقت لك يا أخي كيف أنت الآن؟ فقال لي بخير والحمد لله، مرضت قليلاً لكن ذلك لن يمنعني من أخافتك من جديد، احتضنتُ أخي الحبيب وضحكنا معاً وتوجهنا إلى غرفتنا نلعب ألعاب الفيديو معاً.


للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير قصير عن الأخت، تعبير قصير عن الأب