المقدمة

عاد أخي فادي الذي يبلغ السادسة من عمره خائفاً فزعاً من مدرسته على غير عادته، وعند سؤال أمي له عن سبب هذا الذعر أجابها بأنّ حريقاً نشب في البيت المجاور للمدرسة، وأنّه وزملاءه رأوا لهب النار يخرج من النوافذ والأبواب، وأنهم رأوا بعد دقائق من اشتعال النيران رجالاً يلقون بأنفسهم بهذه النار دون خوف، ويدخلون إلى المنزل رغم اشتعال النار فيه.


رجال الإطفاء

تأثرت أمي باحتراق المنزل وضمّت أخي فادي وطمأنته، وطلبت منه عدم العبث بالكبريت أو الدخول إلى المطبخ أثناء غيابها، وقالت: هل لك أن تصف لي هؤلاء الرجال الذين قلت لي أنّهم دخلوا إلى البيت المحترق؟

قال فادي بصوت مرتجف: إنهم رجال كُثر يا أمي جاؤوا بسيارة تشبه الشاحنة، ونزلوا منها مسرعين، وهم يرتدون ملابس حمراء اللون، تغطي وجوههم.

ثم قال: لا لا، لم تكن الملابس هي ما يغطي وجوههم، بل كانت أقنعة يضعونها على كل وجوههم يا أمي.

قالت أمي: نعم يا عزيزي، هؤلاء هم رجال الإطفاء، وهم رجال الوطن، يقومون بأداء واجبهم بكل إخلاص.

قال فادي: وماذا يعني ذلك؟

-عند اشتعال النيران في أحد البيوت، أو الغابات، أو غيرها يا فادي يستدعي الناس ما يُسمى "برجال الإطفاء"، وهم رجال عاديون مثلنا، لكنّ حبّهم لمساعدة الآخرين يجعلهم يرتدون ملابسهم الحمراء المضادة للنيران هذه، والأقنعة التي تحميهم من الروائح، ودخان النيران، ويحملون معهم خراطيم المياه الضخمة ويتوجّهون إلى مكان الحريق لإطفائه، وإخراج الناس الموجودين في المكان.

-نعم يا أمي، بالفعل هذا ما رأيته، فقد رأيت رجلاً منهم يحمل فتاة صغيرة بعمري تقريباً ويخرجها من المنزل، ثم يعود لمساعدة الآخرين دون خوف.

-نعم يا بني، فرجل الإطفاء رجل شجاع لا يهاب الموت.

-ولكن ماذا لو حصل حريق في وقت متأخر من الليل يا أمي؟

-رجال الإطفاء متواجدون في مراكزهم دوماً يا بني، وجاهزون للانطلاق عند الحاجة.


الخاتمة

قال أخي فادي: يا لهم من رجال شجعان، سأسميهم أبطال الوطن، وأنا يا أمي قد عرفت منذ الآن ماذا أريد أن أصبح عندما أكبر، أريد أن أصبح رجل إطفاء يساعد كل المحتاجين.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير قصير عن رجال الشرطة، تعبير قصير عن الفلاح