المقدمة

في رحلتنا إلى بيت جدي وجدتي اللذين يسكنان إحد الأرياف، وعند وصولنا إلى إحدى القرى لمحت شجرة جميلة لم أنتبه لها من قبل، لقد لفتني ارتفاعها الكبير، ولون أوراقها المميز، فسألت أبي: أبي، ترى ما اسم هذه الشجرة الجميلة؟ فأوقف أبي سيارته جانباً وطلب مني أن انزل معه قليلاً، فنزلت.


شجرة الصفصاف

نزلنا إلى حيث تزرع هذه الشجرة الجميلة ومشينا، حتى وصلنا واحدة كبيرة منها، لقد كانت عدّة أشجار متلاصقة وكلها -على الأغلب- قد زرعت إلى جانب النهر أو الجداول، وضع أبي يده على هذه الشجرة ودار حولها وقال: هذه يا بني شجرة الصفصاف الجميلة، انظر إلى ارتفاعها الذي قد يصل إلى عدة أمتار، وإلى ورقها المميز الذي ينبت بلونين، فسطح الورقة من الأعلى يختلف عن أسفلها؛ مما يعطيها منظراً جميلاً عند هبوب بعض الرياح أو حتى نسيم الهواء عليها، انظر أترى؟


لقد كان منظرها جميلاً جداً ومختلفاً عن باقي الأشجار فعلاً، وأخبرني أبي أيضاً أن من هذه الشجرة أنواع عدة، فمنها الصفصاف البلدي، والصفصاف الأبيض وغيرها، وكل هذه الأشجار مفيدة للبيئة والإنسان، وبينما نحن نتحدث جاء مزارع وألقى علينا التحية، ثم جلس يستريح قليلاً تحت شجرة الصفصاف الكبيرة، فسلمنا عليه وأخذنا نتبادل معه أطراف الحديث، فقال المزارع: هذه الشجرة شجرة خيّرة، نزرعها إلى جانب الأنهار والجداول لنستظل بظلها عند تعبنا من عمل الحقل المتواصل، ونعلق عليها أدوات الزراعة أيضاً لتكون قريبة منّا، فكما تريان جذوع هذه الشجرة صلبة، وأغصانها قوية، كما أننا نحصل منها على الحطب الذي نتدفأ عليه شتاء، ونبيع ما فاض منه، وهذه الشجرة تعمل كمصدات للرياح فتحمي مزروعاتنا من التلف، ياه كم أحبها إنها تذكرني بطفولتي، وجلوسنا تحتها لتناول وجبات الطعام مع أبي وأمي -رحمهما الله- بعد عملنا الشاق في الحقل.


الخاتمة

استمتعنا كثيراً بهذا الوقت المستقطع أثناء طريقنا الطويل، وبحديث الفلاح الشيق حول شجر الصفصاف، وقد حان الآن وقت إكمال رحلتنا إلى بيت جدي، وقد وعدني أبي بشراء شجرة صفصاف صغيرة لزراعتها في حديقة بيتنا.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير قصير عن الشجرة، تعبير قصير عن شجرة التفاح