الموضوع الأول

المقدمة

أعلنت معلمة التربية الإسلامية عن زيارة إلى دار المسنين نسمع منهم قصصهم ونطمئن على أحوالهم، فشجعني أمي وأبي إلى الذهاب فيها، وفي اليوم الموعود توقفت الحافلة، واشترت معلمتي الهدايا للمسنين الموجودين هناك، وبعض الحلويات والعصائر، فليس أجمل من إدخال السرور على قلب إنسان حزين قد تخلى عنه أقرب الناس إليه.


بر الوالدين

زرنا دار المسنين، واطلعنا على أحوال كبار السن فيهم، وقدمنا لهم الهدايا ففرحوا بها بعد أن رأينا حزنهم وحسرتهم لتخلي أعز الناس عنهم، ومسحنا دموع القهر عن خديهم، لقد عدت من زيارتي هذه وأنا شديد الحزن لأجلهم، فكيف لإنسان قد رباه أبواه منذ صغره، وقدما له كل ما لديهما، وسهرا عليه في مرضه وتعبه، وعلّماه وكبراه أن يختار دار العجزة لتكون له مأوى؟!، الأم يعلم بأن رضا الوالدين من رضا الله تعالى، وأن غضبهما يتسبب في غضب الله تعالى؟، ثم ما هو السبب الذي جعل هذا الإنسان يتخلى عن أغلى إنسانين وهبهما الله له؟ أمه وأبيه!


ليس هناك أغلى من الأم والأب لنعتني بهما، ونبرهما في شبابهما وفي كبرهما، ليبارك الله لنا ويرضى عنّا، ويكون هذا البر بعدم التأفف أو الضجر من كلامهما، وبالاستجابة لأوامرهما، وبعدم إغضابهما أو إغاظتهما، وبتقبيل رأسيهما ويديهما عند الدخول والخروج من المنزل، والسؤال عن أحوالهما، والجلوس معهما لئلا يشعرا بالضجر، كما يكون بشراء ما يحبانه من حاجات لهما، وبالافتخار بأنّهما والدانا أمام أصحابنا وجميع من نعرف، ولا ننسى دوماً الدعاء لهما بالمغفرة، وحسن الخاتمة، وعند كبرهما يجب مساعدتهما في المشي، والجلوس، وتذكّر الأشياء دون تأفف فخيرهما علينا كثيراً في صغرنا لن نستطيع ردّه مهما فعلنا.


الخاتمة

بر الوالدين واجب علينا، فهو باب دخولنا إلى الجنة، وباب رزقنا في الدنيا، وهو الطريقة الوحيدة التي نستطيع بها أن نسد جزءاً من دين آبائنا وأمهاتنا علينا، لذا يجب أن نحرص على أن تكون كل تصرفاتنا معهما بارة ومهذبة، تراعي مشاعرهما وترضي الله تعالى.



الموضوع الثاني

المقدمة

قال الله تعالى في كتابه الحكيم: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) (سورة الإسراء، آية: 23)، في هذه الآية أمر قاطع من الله تعالى بضرورة أن يكون الإنسان باراً بوالديه طوال فترة حياتهما، بل وبعد مماتهما أيضاً، فالوالدان هما باب دخول الإنسان الجنّة.


برّ الوالدين

يعني برّ الوالدين الشعور بالامتنان لهما أولاً، وطاعتهما في كلّ الأمور التي ليس فيها معصية لله تعالى، فبرّ الوالدين هو عدم رفع صوتك فوق صوتيهما أبداً، وعدم قول ما يغضبهما ولو كان مجرّد قول كلمة (أفٍّ) لأحدهما، كما أنّه يعني أن تلبّي لهما جميع ما يطلبانه منك من حاجيات، فالواجب أن نشعرهما بالراحة والخوف عليهما كما شعرنا بها عندما كنّا صغاراً، ويكون ذلك بالجلوس معهما، وبإبعادهما عن أجواء الوحدة والملل، وعدم التذمّر عندما يطلبون منّا أن نشرح لهم شيئاً ما عدّة مرات، وأن نتذكّر حينها كم كانوا يكرّرون الشيء حتى نتعلّمه عندما كنّا صغاراً، بالإضافة إلى تقبيل يديهما ورأسيهما باستمرار لإشعارهما بالاحترام والحب.


يستطيع الإنسان أن يظلّ بارّاً بوالديه حتى بعد موتهما، وذلك بصور كثيرة يُذكر منها تقديم الصدقة الجارية عنهما، بالإضافة إلى الدعاء لهما في كلّ حين بالمغفرة والرحمة، كما أنّ برّ أصدقائهما الذين ما زالوا على قيد الحياة هي إحدى هذه الصور، فمن رحمة الله تعالى بالأبناء أن يظل الإنسان قادراً على برّ والديه، وإن توفيا حتى يدخل بهذا البرّ الجنّة.


فوائد برّ الوالدين

لكلّ عمل صالح في هذه الحياة جزاء طيب، وبر الوالدين هو أفضل الأعمال الطيّبة التي يبارك الله في فاعلها، فالإنسان البار يبارك الله له في أولاده، وفي رزقه، وفي عمره، وكلّ حياته، فيكسب رضا الله ويدخل الجنّة بإذنه، أمّا الإنسان العاق فيحرمه الله البركة، ويحرمه رضاه أيضاً في الدنيا والآخرة، فما أصعب ذلك!


الخاتمة

برّ الوالدين واجب يتقدّم على كلّ واجب، علينا أن نحرص عليه ونؤدّيه في كلّ وقت وحين لنيل رضا الله تعالى، وكسب سعادة الدّنيا والآخرة.



للمزيد من المواضيع: تعبير قصير عن الأم، تعبير قصير عن الأب