المقدمة

جاء أبي العزيز من صلاة الجمعة، فقبلنا يده ورأسه أنا وإخوتي، وجلسنا معاً فيما سألته أمي عن موضوع خطبة الجمعة اليوم، فبدأ حديثه وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن قامتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكم فسيلةٌ فليغرِسْها"، (حديث صحيح)، لقد كان موضوع الخطبة اليوم عن غرس الأشجار، ففوائدها كبيرة للإنسان والحيوان والبيئة، حتى إنّ جميع المصلين اتفقوا على الانطلاق لزراعة الأشجار في أنحاء الحي في يوم الشجرة الذي سيكون السبت المقبل، فابتسمت أمي وقالت: يا لها من مبادرة جميلة، ما رأيك أن نتوجّه إلى المشتل إذن لشراء بعض البذور والأشتال؟.


فوائد غرس الأشجار

دق جرس حصة الرياضيات وحان وقت حصة العلوم، فدخل المعلم وأخبرنا بأنّ حصة اليوم ستكون مخصصة للحديث عن فوائد الأشجار، فقام علي ورسم شجرة جميلة على اللوح، وطلب منا المعلم أن نذكر ما نعرفه عنها من فوائد، فقال سالم: الشجرة تجمّل البيئة وتعطيها منظراً ساحراً، فما أجملها في الحدائق، والشوارع، والبيوت، وقال تيم: كما أنها تساهم في تنقية الهواء فهي تعطينا الأكسجين وتأخذ ثاني أكسيد الكربون، أما موسى فأضاف: والشجرة يا رفاق تحمي التربة من الانجراف، ومن خطر التصحر فجذورها القوية تحافظ على التربة حولها، رفعت يدي وقلت: لقد نسينا شيئاً مهماً يا أصحاب، فمن جذوع الأشجار تُصنع الأوراق، وفي ظلال الأشجار نستظل من حر الشمس القوية، ومن ثمرها نأكل أطيب طعام، وبين أغصانها وأوراقها الكثيفة تختبئ الطيور وبعض الحيوانات، وتبني لها بيوتاً وأعشاشاً صغيرة، صفق المعلم لنا جميعاً وقال: إذن ما هو واجبنا تجاه البيئة يوم الشجرة؟ فأجبنا جميعاً: غرس الأشجار يا أستاذ.


يوم الشجرة

جاء يوم الشجرة الذي انتظرناه بفارغ الصبر، وبعد صلاة العصر أخذنا أنا وإخوتي ما اشتريناه مع أبي من أشتال، وانطلقنا إلى ساحة الحي الكبيرة التي اتفق الجميع على التجمّع فيها، ياه! يا له من منظر جميل، ها هم جميعاً يحملون الأشتال، والبذور، وعدة الزراعة، سلمنا على بعضنا البعض وتوجّهنا إلى حديقة الحي الخالية من الأشجار، حيث اقتلع ما فيها من أشجار بعض الأشخاص المخربون، وبدأنا باسم الله بزراعتها، لقد تعاون الجميع في ذلك، فهذا ينظّف الأرض من الأشواك، وهذا يحفر الحفر ويرويها بالمياه، وذلك يضع فيها الأشتال، وبينما أنا أحفر حفرة وأضع فيها شتلة زيتون خضراء، وإذا بيد تمتد وتساعدني في ذلك، فابتسمت ورفعت رأسي لأرى من ذلك الشخص، فإذا به جلالة الملك عبد الله الثاني، وقد جاء ليساعدنا في تشجير الحديقة وحماية البيئة.


الخاتمة

ابتسمتُ وقد غطّت الدهشة ملامحي، فضحك الملك وربّت على كتفي بلطف وقال: هذه الأشتال الصغيرة هي مستقبل وطننا الجميل، كما أنتم يا أبنائي شباب المستقبل الواعد، فكلاكما سيحمي الوطن ويجعله أجمل.


للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير قصير عن الشجرة، تعبير قصير عن الشجرة وفوائدها