الموضوع الأول

المقدمة

رميتُ بنفسي فوق بساط العشب الأخضر، بعد مشوار طويل قضيناه في السيارة في رحلتنا إلى إحدى الغابات، وقد كان لونه جميل جداً، ورائحته شهية، ومن حولي نمَت بعض الزهور البرية الجميلة، وفراشة ملونة صغيرة وقفت على أنفي حبستُ نفسي لكي لا تطير، فضحكت أمي والتقطت لي صورة وأنا بهذه الوضعية، لقد كانت صورة جميلة، فكل شيء جميل في فصل الربيع، هذا الفصل الذي أفضِّله على كل الفصول الأخرى.


جمال الربيع

بقيت نائماً على الربيع أتأمل السماء الجميلة التي بدأت تخلو من الغيوم التي كانت تملؤها في فصل الشتاء رويداً رويداً، والعصافير تحلّق فيها وكأنها ترقص احتفالاً بقدوم الربيع، وبعض الطائرات الورقية الملونة التي أطلقها الأطفال هنا وهناك، وبينما أنا كذلك تأتي أختي رنا وتطلب مني النهوض للعب معها في الغابة.


وقبل أن أقوم تصرخ أختي:هيه هيه أحمد انظر إلى مستعمرة النمل هذه التي بدأت النملات بالخروج منها ثانية، بعد اختبائها في الشتاء لوقت طويل، لقد عادت للعمل وجمع الحبوب وتخزينها من جديد، اسمع ما رأيك أن نساعدها قليلاً، فقلت: كيف؟ قالت ندى: نذهب إلى هذا الحقل المجاور، ونقطف بعض سنابل القمح ونعطيها لها، بدلاً من أن تسير كل هذه المسافة لإحضارها، ضحكت لاقتراح ندى، لكنني وافقت على ذلك.


انطلقنا إلى الحقل المجاور، فكان المنظر بديعاً، فسنابل القمح الخضراء الناعمة ترقص بهدوء من نسمات الهواء العليل، والشمس الدافئة واقفة تحرسها، وبعض الحشرات تسير هنا وهناك، والورود الربيعية الملونة نبتت في كل مكان، أما الجبال فقد اكتست كلها باللون الأخضر، وزينتها بعض أشجار اللوز، والكرز، والتين، قطفنا بعض سنابل القمح ورحنا نجري لنقدمها للنملات، وما هي إلّا لحظات حتى هجمت على القمح النملات وحملتها وراحت تركض إلى بيوتها فسررنا أنا وندى لذلك.


الخاتمة

نادت علينا أمي لتناول طعام الغداء وبعض الفاكهة، أتعرفون؟ فصل الربيع حقاً فصل مميز حتى بأنواع النباتات والثمار فيه، فقد أعدت أمي طبقاً غنياً من السلطة إلى جانب الدجاج المشوي، وتناولنا بعض الثمار الربيعية اللذيذة مثل الكرز واللوز الشهيين.



الموضوع الثاني

المقدمة

أحبّ حصة الثقافة الفنية أكثر الحصص، ففيها نعبّر عن أنفسنا بالرسم الذي هو هوايتي، وفي هذه الحصة تحديداً دخلت المعلمة وطلبت من كل واحد منّا رسم أكثر شيء مفضّل لديه، فراح زملائي يرسمون ما يرسمون، أمّا أنا فالتقطتُ قلمي وألواني ورحت أرسم مظاهر فصل الربيع الجميل الذي أنتظره طوال العم.


مظاهر الربيع

تجوّلت المعلمة بين مقاعدنا تنظر إلى لوحة كل واحد فينا، وتعطيه بعض الملاحظات حولها، وتعبّر لنا عن جمالها، فمرّت إلى جانبي وكنت قد بدأت بتلوين ما رسمت، فقالت: أشم رائحة بعض الأزهار تفوح من هنا يا باسم، فابتسمتُ وقلت: نعم يا معلمتي إنها أزهار الربيع النضرة، أتحبين أن أقطف لك واحدة؟ ضحكت مس سلمى وقالت: لقد اخترت أن ترسم الربيع يا باسم، قلي لماذا؟

فقلت لها: إنه أحب الفصول إلي يا معلمتي، ففيه يحس الإنسان نفسه في كل الفصول.

قالت معلمتي: ممم لم أفهم قصدك، وضّح لي.

قلت: في الربيع يا معلمتي تتساقط بعض الأمطار وتهب بعض الرياح فتذكّرنا في فصل الشتاء، وفي باقي الأيام تشرق الشمس الدافئة، وتخلو السماء من الغيوم فيذكرنا ذلك بفصل الصيف.

-ممم، صدقت والله يا باسم، لكن قلي، ما أكثر الأشياء التي تحبها في الربيع؟

فقلت: أحب اعتدال الطقس فيه يا معلمتي، وخروج الناس واستمتاعهم في الرحلات الربيعية، وأحبّ منظر الأرض المكسوّة بالعشب الملوّن.

قالت معلمتي: وهل للعشب ألوان يا باسم؟!

-نعم يا معلمتي، انظري إلى عشب فصل الربيع فسترين جزءاً منها أخضر غامقاً يميل إلى السواد، أمّا بعضه فأخضر يميل إلى الأصفر، والبعض منه أخضر داكن شديد الخضرة.

ابتسمت معلمتي وقالت: صدقت، سبحان الخالق الذي جعله بهذا الشكل.

-كما أحب تنوّع الأزهار فيه يا معلمتي، وخروج الحيوانات من جحورها ثانية بعد الشتاء، والفراشات التي تكثر فيه، وزقزقة العصافير من جديد.


الخاتمة

وبينما نحن نتحدث قال صديقي سامي: لقد نسيت شيئاً مهماً يا باسم.

فقلت: وما هو يا سامي.

قال: ألذ شيء في الربيع، إنها ثمار الكرز واللوز.

فضحكت المعلمة، وضحكنا جميعاً وأكملت تلوين رسمتي الجميلة التي سأضعها على جدار غرفتي بانتظار فصل الربيع البهيج.


الموضوع الثالث

المقدمة

قال الشاعر:

وَرَدَ الرَبيعُ فَمَرحَباً بِوُرودِهِ

وَبِنورِ بَهجَتِهِ وَنَورِ وُرودِهِ

وَبِحُسنِ مَنظَرِهِ وَطيبِ نَسيمِهِ

وَأَنيقِ مَلبَسِهِ وَوَشيِ بُرودِهِ

فَصلٌ إِذا اِفتَخَرَ الزَمانُ فَإِنَّهُ

إِنسانُ مُقلَتِهِ وَبَيتُ قَصيدِهِ


صحيح أنّني أحب فصل الصيف الذي نسافر ونمرح فيه، ونلعب تحت أشعة شمسه الدافئة، وفصل الشتاء الذي يرزقنا الله فيه بالأمطار، وأحب فصل الخريف الذي تبدّل فيه النباتات أثوابها أيضاً، إلّا أنّ فصل الربيع فصل مميّز عندي أحبّه جداً وأشعر أنّ الحياة تبتسم فيه، فهو فصل جميل يملأ الدنيا باللون الأخضر الزاهي وشتّى ألوان الزهور.


وصف فصل الربيع

في فصل الربيع أفتح نافذتي التي تطلّ على مساحة واسعة من الحقول فأراها كلّها وقد لبست اللون الأخضر بعد أن تساقطت أوراقها في الخريف، وأرى الأخضر فيها درجات، فمنه الغامق ومنه الفاتح، فسبحان الله الذي زيّنها بهذه الطريقة، وأرى الأشجار الحرجيّة القويّة مثل الصنوبر والسرو، وقد نمت إلى جانبها بعض النباتات والأزهار الملوّنة الأخرى التي تتمايل متراقصة عندما تهب نسمات الرياح، وحولها تطير الفراشات الملونة بمرح، والعصافير تغنّي وترقص، والنحل النشيط ينطلق ليجمع رحيق العسل، كلّ هذا تحت أشعة الشمس الدافئة الجميلة، وبعض الغيوم المتفرقة في السماء، ورائحة الزهور التي تملأ المكان.


أحدّق بعيداً فأرى مجموعة من العائلات السعيدة التي فرشت غطاء بسيطاً وجلست عليه في نزهة لتستمتع بهذا الربيع، فالأم والأب يحضّران طعام الغداء الشهيّ، والأبناء يلعبون حولهم ويجمعون الأزهار، أمّا الجدّة فتصنع طوقاً جميلاً من الأزهار لحفيدتها، فيا له من فصل لطيف يجتمع فيه الأحبّة، وتتكاثر فيه الحيوانات وتخرج من بيوتها بعد أن اختبأت فيها لوقت طويل، فترى اليرقات وقد تحوّلت إلى فراشات ملوّنة جميلة تطير في الحقول فتزيّنها، والطيور تحوم في السماء بعد أن هاجرت من هذا المكان إلى مكان أكثر دفئاً وها هي قد عادت الآن.


الخاتمة

فصل الربيع فصل جميل علينا أن نستمتع فيه بالخروج مع الأهل والأصحاب، وأن نمرح معهم دون أن نؤذي البيئة، فلا نلقي القاذورات مكاننا، ولا نقطع أغصان الأشجار ونؤذيها، فالربيع نعمة من الله علينا المحافظة عليها، والرفق بالطبيعة.



للمزيد من المواضيع: تعبير قصير عن فصل الصيف، تعبير قصير عن فصل الشتاء