الموضوع الأول

المقدمة

ها قد رحل فصل الصيف الجميل، بكل ما يحمله من فرح، وسرور، ورحلات، وزيارات، ومن بعده فصل الخريف الذي جاءت أيامه الأخيرة بالقليل من المطر لتنذر ببدء فصل الشتاء، بالنسبة لي أنا لا أحب فصل الشتاء، فهو فصل نشعر فيه بالبرد الشديد، ونختبئ من أمطاره ورياحه في البيوت، فنُحرم من زيارة الأهل والأصدقاء، كما أنه فصل الأمراض، ياه كم أشعر بالكآبة والأسى لاقترابه.


فصل الخير

أقف على النافذة وأسرح بهبّات الريح القوية التي تحرّك أوراق الأشجار بعنف فتُسقطها على الأرض وتسلبها الحياة، والقطط في حديقتنا تتراكض لتختبئ هنا وهناك من شدة البرد، والعصافير ترتعد على الأغصان بريشها المبلول بحبّات المطر، وبينما أنا كذلك اقتربت مني أمي، وسألتني: ما بك يا عبير، وقد تغيّر حالك منذ أيام؟ أين مرحك، ونشاطك اللذين نعهدهما دوماً؟

-لا أدري يا أمي، أنا أشعر بالكآبة منذ بدأت مظاهر الشتاء هذا الأسبوع.

-غريب! ولماذا يا عبير؟؟

-لا أحب فصل الشتاء يا أمي، ففيه يمرض الناس، ويختبؤون في البيوت خوفاً من أمطاره، ورياحه، حتى الحيوانات تفرّ هاربة بحثاً عن مأوى، نهاره قصير ممل، وليله طويل لا حياة فيه، حتى أنّ الكوارث تكثر فيه، فكم من مرة سمعنا عن انهيار سد في الشتاء، أو فقدان أطفال في فيضان بسببه، كل هذا ولا تريدين مني أن أحزن!

ابتسمت أمي وقالت: عزيزتي عبير تبدّل الفصول سنة الله في كونه، فهو يعلم أنّ الإنسان بحاجة للتبديل والتغيير حتى لا يمل، فماذا لو كانت الفصول كلها صيفاً، ترى من أين سنحصل على الماء الذي يعتبر المطر مصدراً أساسياً له؟ فتبدّل الفصول لحكمة من الله.

-معك حق يا أمي لكن الشتاء يحمل معه المرض و..

-ولم لا تقولين أنّه يحمل معه الخير المتمثل بالمطر؟ فلولا المطر لما استطعنا الشرب، أو السباحة، أو ري المزروعات، أمّا عن البرد فيستطيع الإنسان اتقاءه بلبس ما هو مناسب ودافئ، وإشعال المدافئ، فيما يستغل ليله الطويل في القراءة مثلاً، أو الجلوس مع العائلة، ومشاهدة برامج التلفاز المفيدة، وتناول المشروبات الشتوية اللذيذة كالشاي والسحلب، أظنك تعشقينها يا فتاة، أليس كذلك؟

-ضحكت وقلت: نعم يا أمي لكن ما ذنب هذه الحيوانات بما تشعر به من برد في الشتاء.

-خلق الله تعالى الحيوانات وأنعم عليها بريش، أو صوف، أو شعر يقيها من حرّ الصيف وبرد الشتاء وأمطاره، فالله أشد منّا رحمة بمخلوقاته يا عبير.


الخاتمة

فكرت في كلام أمي فوجدته صائباً، وقررت أن أعتبر فصل الشتاء فرصة للتغير، وأن أحمد الله على الخير الذي ينزله فيه، وبينما أنا وأمي واقفتان نراقب الطقس من خلف النافذة بدأت قطرات المطر بالتساقط رويداً رويداً، فكان منظرها جميلاً أدى لتكاثف البخار على زجاج النافذة، وبينما نحن كذلك مدّت أمي أصبعها ورسمت قلباً على النافذة كتبت فيه أحبك يا ابنتي.



الموضوع الثاني

المقدمة

أحب الفصول جميعها؛ فهي نعمة الله على الإنسان، ولكلّ فصل خصائصه الجميلة التي تميّزه عن غيره، ففصل الشتاء فصل الحياة، وفصل الربيع فصل جمال، أمّا فصل الصيف فهو فصل النشاط والانطلاق، حتى فصل الخريف الذي يراه الناس فصل الكآبة أراه أنا فصل التجدّد، كما أنّ في تغيّر الفصول تغيير للروتين، إلّا أنّني وأنا أقف أمام النافذة الآن أشاهد حبّات المطر أعلن أنّ فصل الشتاء الرائع هو فصلي المفضّل.


مظاهر فصل الشتاء

فصل الشتاء من أقرب الفصول إلى قلبي، فأنا أحسُّ بأنّه فصل الدفء واجتماع العائلة حول مواقد النيران المشتعلة، ففيه يأتي جدّي وجدّتي لزيارتنا فنغلق عليهما الأبواب عندما يريدان المغادرة، ونتحجّج بسوء الأحوال الجويّة في الخارج حتى يقضيان ليلتهما في منزلنا، فمعهما يحلو السهر، وعندما ينجح مخططتنا نجلس جميعنا حول المدفأة وأصوات حبّات المطر في الخارج تطرق على حواف النوافذ فتعزف أجمل الألحان مع صوت الريح الذي يهزّ أوراق الشجر بقوة، فيما تحضّر لنا أمّي أشهى المأكولات، والمشروبات الشتوية، والحلويات التي تمدّنا بالطاقة، أمّا أمّي وأبي فيجلسان للحديث مع جدّي وجدّتي تارة، ومشاهدة إحدى المسرحيات القديمة على التلفاز تارة أخرى، وأنا أغتنم فرصة وجود جدي وجدّتي عندنا فأطلب من كلّ واحد منهما أن يقصّ عليّ حكاية جميلة تسلّي ليلي الطويل.


تجلس جدّتي وفي يديها تمسك كنزة صوفيّة ملوّنة تصنعها لي وتبدأ تحكي لي أنا وإخوتي من قصصها الجميلة المليئة بالحكم والعبر، أمّا جدّي فيحتضننا بين يديه المجعّدتين لنشعر بدفء لا نشعر به إلّا بين أحضانه، وما إن تنهي جدّتي القصة أو حتى قبل نهايتها أحياناً حتى أشعر بنعاس شديد يجعلني أغطّ في نوم عميق لا أستيقظ منه إلّا في الصباح الباكر على رائحة شطائر أمّي اللذيذة التي أعدّتها للفطور، فنتناول فطورنا في جوّ عائلي جميل، ونأخذ ما حضّرته لنا أمّي من فطائر إضافية أنا وأبي مع بعض الحاجيات الأخرى لنوزّعها على بعض العائلات المحتاجة، فالشتاء فصل جميل على من يملك الدفء، والمأكل، والمشرب، لكنّه صعب جداً على من لا يجد ذلك، فالتعاطف مع الآخرين درس علّمه جدّي لأبي، وعلّمنا أبي إيّاه، وأنا سأعلّمه لأبنائي إن شاء الله.


الخاتمة

الشتاء فصل جميل في كلّ مظاهره، علينا أن نستمتع به كيفية الفصول دون أن ننسى مَن لا يملكون ثمن طعامهم وشرابهم، ووقود مدافئهم فيه، فما أجمل الشتاء إن كان فصل المساعدة والرحمة.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير قصير عن الشتاء، تعبير قصير عن الماء