المقدمة

تعلمنا قديماً أنّ النظافة من الإيمان، فالإنسان المسلم لا بدّ أن يكون نظيفاً في كل شيء، نظيفاً في ملابسه، وجسمه، والأماكن من حوله، فالنظافة أمر جميل يبعدنا عن الأمراض ويشعرنا بالراحة من حولنا، وقد قال الشاعر:


نظافة الأوطان على مدى الأزمان ترقى بها وتعلو مكانة الإنسان البيـئة النظيفـة من نعم الإله بها الشعوب تسمو بتاجـها تباهي




الحي الملوّث

كنّا قد انهينا امتحاناتنا الفصلية البارحة، أمّا بعض الطلاب فما زال لديهم بعض الامتحانات ليقدمونها، واليوم طلبت مني أمي الخروج لإحضار بعض الحاجيات اللازمة للبيت، أخبرتني بما تريده وخرجت مسرعاً أحضر لها ما طلبت، وما إن خرجت من البيت ونظرت يميناً ويساراً حتى انزعجت من منظر الحي من حولي، فقد كان قذراً جداً كما لم أره من قبل! يا إلهي ما هذا! أوراق كتب مدرسية ودفاتر ممزقة ومتناثرة هنا وهناك، حتى أنها تكاد تغطي الشارع، وأكوام أكياس القمامة أمام المنازل، وبعض أغصان الأشجار المكسورة ملقاة في الطريق! هذا منظر مزعج حقاً، اشتريت لأمي ما تريد وعدت إلى البيت حزيناً أفكر بحل.


نظافة الحي

خطرت في بالي فكرة، استأذنت أمي وخرجت مسرعاً إلى الشارع وقد كان بعض أولاد الجيران يلعبون كرة القدم في الحي، فأخذت أتحدث معهم حول أضرار إهمال نظافة حينا، وما سيسببه ذلك لنا من أمراض، وما سيجلبه من حشرات وقوارض كالفئران، بالإضافة إلى الروائح الكريهة التي ستنبعث من أكياس القمامة إن تركناها هكذا، تحدثت معهم كثيراً، فاقتنعوا، وسألني خالد: حسناً ماذا نفعل؟ فقلت له أننا سنتعاون جميعاً لتنظيف حيّنا الذي هو بيتنا الثاني، فوافقوا جميعاً، وقال سامي: سنبدأ غداً إن شاء الله، إلا أنني أمسكته من يده وقلت له: لا، بل اليوم يا رفاقي، فمنظر الحي لا يحتمل أن نتركه هكذا ليوم غد.


انطلقنا جميعنا كل إلى منزله وأحضرنا أكياس القمامة، وأدوات التنظيف، وقسّمنا بيننا المهام، فواحد منا يجمع الأوراق الملقاة على الأرض، والآخر يزيل الأإصان عن الطريق، ومجموعة هنا تكنس أكوام التراب وتزيلها عن الأرض، عملنا بهمة ونشاط، وبدأ الحي يصبح نظيفاً رويداً رويداً، وفجأة أطلت علينا جارتنا أم حسان من النافذة، وما إن رأتنا حتى أحضرت لنا عصيراً بارداً لنشربه، وبدأت بالعمل معنا، ثم جاء الجار أبو علي، وبدأ الجيران يخرجون من بيوتهم لمساعدتنا واحداً تلو الآخر، وكلنا نعمل بجد وتعاون.


الخاتمة

مرّت ساعات كثيرة لم نحس خلالها بالتعب، بل على العكس نزداد نشاطاً كما نظرنا حولنا ووجدنا الحي يزداد نظافة وجمالاً، ولما قاربت الشمس على المغيب كنّا قد أنهينا تنظيف الحي كاملاً، فنظرنا حولنا بفخر وقد أعجبنا منظر الحي النظيف، وسلمنا على بعضنا البعض وتعاهدنا على الحفاظ على نظافته دوماً، ثمّ انطلقنا إلى بيوتنا فرحين.


للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير قصير عن النظافة، تعبير قصير عن نظافة المدرسة