المقدمة

جلستُ في المسجد بعد أن أدينا صلاة التراويح أقرأ القرآن الكريم، فغداً هو أول أيام الشهر المبارك الذي أنتظره كما ينتظره ملايين المسلمين حول العالم بفارغ الصبر، وبينما أنا على حالي هذا، وقفت عند آية في كتابه العزيز حيث قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)، وكأنني أقرؤها للمرة الأولى، فشهر رمضان هو شهر الهداية كما هو شهر الرحمة والمغفرة، فيارب تقبّل منّا جميعاً الطاعات.


أول ليلة صيام في رمضان

خرجتُ من المسجد، وقد قاربت الساعة الثالثة فجراً، وتذكرتُ أن أمي قد طلبت مني بعض الحاجيات للسحور، فتوجهت لأقرب بقالة لأشتريها، في العادة تكون البقالات مغلقة في مثل هذا الوقت، لكن في رمضان كل شيء يبدو مختلفاً، فالناس يملؤون الشوارع بعد خروجهم من المسجد، وها هي الأنوار والأهلة الملونة تملأ النوافذ والأحياء، وها هو المسحراتي يعدّ عدته ليبدأ جولته الرمضانية المعتادة على مدى 30 يوماً ليوقظ بها الناس على وجبة السحور، على أنغام طبلته وابتهالاته الليلية، كل شيء في رمضان مختلف وجميل، بدءاً من أول ليلة فيه وحتى آخر ليلة.


أول يوم صيام في رمضان

استيقظت متأخراً بعض الشيء، فقد تناولنا طعام السحور وصلينا الفجر جماعة في المسجد، وظللتُ أقرأ القرآن حتى طلعت الشمس، واليوم إجازة فلا داعي للاستيقاظ مبكراً، إنها الساعة الثانية عشرة ظهراً، صليت الظهر وأخذت بالتسبيح قليلاً فيما انشغل كل فرد من أفراد العائلة بعبادة معينة، فهذا أبي قد أخذ أختي عائشة لتوزيع بعض الطرود الرمضانية على المحتاجين، وهذا كامل أخي منشغل بمتابعة برنامجه الديني المفضّل على قناة الرسالة، وهذه أمي تجلس إلى جانبي وتقرأ القرآن هي الأخرى.


اقترب موعد الأذان وهرعت أمي إلى المطبخ لإعداد طعام الإفطار، وما هي إلا دقائق حتى تصاعدت روائح أشهى المأكولات والحلويات الرمضانية، أمّا العصائر فباردة ألوانها جاذبة بانتظار من يشربها، حضّرنا المائدة التي زيّنها وجود جدي وجدتي معنا، وقد بدت من أروع ما يكون، واستقبلنا أطباق الطعام المختلفة القادمة من بيوت الجيران الكرماء، وانشغلنا بالدعاء لله تعالى حتى سمعنا مدفع الإفطار، شربنا وأكلنا ما قسمه الله لنا وتوجّهنا لأداء صلاة المغرب في المسجد القريب أنا وجدي الغالي، وأبي، وإخوتي الصبيان.


الخاتمة

عدنا من المسجد بعد حوالي ساعة، وقد كانت جدتي وأمي قد حضرتا لنا أشهى الحلويات الرمضانية، فتناولناها وسط جلسة رمضانية رائعة تبادلنا فيها شتى أطراف الحديث، ثم توجه كل منا إلى غرفته للنوم باكراً استعداداً لليلة نقضيها في القيام والتهجد، فشهر رمضان شهر هداية، وقيام وذكر، لا شهر أكل وشرب، وسهرات رمضانية مع الأهل والأحبة وحسب.



للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن شهر رمضان، موضوع تعبير عن العيد