المقدمة
لطالما رددنا جميعاً قول المصطفى الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، بل وحفظناه عن ظهر قلب، لكن ذلك لا يعني شيئاً إنّ ظلّ حديثاً شريفاً نطويه في العقول ولا نتعاطاه بالجوارح، فرسولنا الكريم عليه السلام حين قال هذا الحديث كان يرى في المجتمع الإسلامي مجتمعاً متآخياً مجتمعاً على قلب رجل واحد، يأخذ القوي فيه بيد الضعيف، ويحمل فيه الغني أخاه الفقير، ويساعد فيه القادر العاجز، ليحقق المجتمع أهدافه، ومضامينه، ويحيا تحت مظلة واسعة تسمى مظلة التكافل الاجتماعي.
التكافل الاجتماعي
ما أجمل أن يعيش الفرد من أجل الجميع، ويعيش الجميع من أجل الفرد، فيكون المجتمع قد حقق بذلك مفهوم التكافل الاجتماعي ببساطة، بابتعاده عن "الأنا" والتفاته لمفهوم "الجميع"، فالتكافل الاجتماعي يعني أن ينظر الإنسان بعين العطف، والرحمة، والتفقّد إلى من حوله دون أن تشغله مصالحه، أو تعميه أشغاله، أو تسلب لبّه أمواله فيصبح آلة لا قلب بها ولا شعور، فالدين الإسلامي نظام حياتي كامل أولى اهتمامه للمادة، والروح، والنفس، فراعى حاجات الآخرين المختلفة، ولم يثقل كفة حاجة على أخرى، ومن هنا دعانا لمراعاة مشاعر الآخرين، والإحساس بهم، ومد يد العون لهم، لتختفي الأحقاد والأضغان، ويعم الخير والعدالة، ويتمنى الجميع الخير لبعضهم البعض.
صور التكافل الاجتماعي
كما يبدأ كل شيء قليلاً ويتّسع يبدأ التكافل الاجتماعي، فيبدأ الفرد منّا بتفقد حاجيات أهل بيته، والوقوف عليها، فهذه الزوجة تحتاج لمن يساعدها في أمور البيت، فتجد زوجها وأبناءها يمدّون يد العون والمساعدة لها، وهذا الزوج يحتاج من يحمل معه أعباء الحياة، فترى الزوجة حاضرة دوماً تسري عنه وتزيل الأثقال عن كاهله، وهذا ابن يعاون أخته في دروسها، وذلك أخ يقرض أخاه ما يحتاج من مال حتى تغدو الأسرة أسرة متكافلة متلاحمة يتعاون على إنشائها وإصلاحها كلا الأبوين، ويعمّها الخير، وتمتد طرقه إلى الخارج.
ومن أهم صور التكافل الاجتماعي إقامة علاقات طيبة للإنسان مع جيرانه؛ لما لهم من حقوق عليه، فتراه يطمئن على أحوالهم، ويتفقد حاجاتهم، ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، ويعايدهم بالأعياد المعروفة، ويكف أذاه عنهم، ويساعد المحتاج منهم، كما يظهر تكافل الإنسان مع أفراد مجتمعه بمساعدة الفقراء والمحتاجين دون إشعارهم بالنقص وجرح مشاعرهم، وتوفير فرص العمل للعاطلين عن العمل إن أمكن، وإقامة المشاريع التي تنفع الأفراد والمجتمع من قِبل أصحاب رؤوس الأموال، وبناء المدارس، والجمعيات الخيرية، والتبرع لإنشاء الجسور، والمراكز الصحية، والمكتبات وغيرها.
الخاتمة
إنّ من رقي الإنسان وكمال خُلقه الخروج من قوقعة الذات إلى رحابة تلبية حاجات الغير، والالتفات لهم، فالإنسان أخو الإنسان مهما اختلفت الطبقات، يسانده، ويساعده، ويشدّ من أزره حتى يتحقق هدف قيام مجتمع متكافل، وقوي، قائم على قلب رجل واحد، قاهر للصعاب.
للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن الشباب ودورهم في المجتمع، موضوع تعبير عن الإحسان إلى الجار