الرياضة
قالوا قديماً في الحركة تكمن البركة، أمّا الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم فقال: (لجسدك عليك حقّ)، ومن حقه علينا ما يعني في مفهومنا اليوم الرياضة، وهي مصطلح يعبّر عن أي مجهود ذهنيّ يقوم الإنسان فيه بتحريك عضلاته وبذل جهد ما برغبة منه، وللرياضة أنواع شتّى قد تكون فرديّة: كرياضة الركض، أو السباحة أو غيرهما، أو جماعيّة: كرياضة كرة القدم، أو كرة السلة وغيرهما، لكنّها تتفق جميعاً في كونها نشاطات تحقّق الفائدة للجسم وتحافظ على صحّته.
فوائد الرياضة
تكمن فوائد الرياضة العديدة في كونها طريقة لتحريك العضلات والمحافظة عليها أولاً، بالإضافة إلى كونها نشاطاً يُساعد على حرق السعرات الحرارية الآتية من الطعام، والتي قد تسبّب له السمنة إن زادت، ففي الرياضة حرق لهذه السعرات وبالتالي المحافظة على وزن صحيّ ثابت، وتشير الدراسات إلى أنّ الرياضة تقلل من احتمالية الإصابة ببعض الأمراض المرتبطة في السمنة ارتباطاً مباشراً كأمراض القلب، والشرايين وغيرهما، وقد وُجد أنّ الرياضة تزيد من ذكاء الإنسان الحركي الذي يظهر على انفعالاته الحركيّة في المواقف الحياتيّة التي يتعرّض له، كما أنّ فيها تخليص للجسم من توتّره الناتج عن ضغوطات الحياة، فالمقبل على الرياضة يجد في صدره انشراحاً، وفي قلبه ارتياحاً، وفي جسده عافية بعد ممارستها.
كما أنّ فيها تجديداً لروح الإنسان وإطلاقها حرّة كما يجب، لا سيما إن مارسها في أجواء طبيعية تساعده على التأمّل أثناء هذه الممارسة، والرياضة لغة عالمية مشتركة تتيح للأفراد التعرّف على نظرائهم من دول أخرى من خلال تشجيعهم لأفرقتهم المفضّلة مثلاً، او المشاركة فيما يُقام من منافسات رياضية، ومحافل داخل الدولة نفسها، أو خارجها.
واجبناء أثناء ممارسة الأنشطة الرياضيّة
على الفرد أن يدرك بعض الأمور المهمة المرتبطة بذاته، ومجتمعه قبل ممارسة الأنشطة الرياضيّة المختلفة، أمّا تلك المتعلّقة بذاته فتتركز حول كيفية اختياره للتمارين المناسبة لميوله، ووضعه الجسماني والصحيّ، فلا يمارس ما قد يعرّضه للأذى أو المخاطرة من رياضات، كما أنّ عليه اختيار الوقت والمكان المناسبين عند ممارسته لأنشطته هذه، أمّا على صعيد مجتمعه فيتلخّص الأمر في إدراك الإنسان أنّ الرياضة وسيلة تعارف، وتسلية، ومشاركة وليست حيّزاً للتعصّب أو ما يترتّب عليه من أمور أخرى مثل كره الأشخاص، وما يحصل على إثره من مشاجرات، وتخريب وغيرها من أمور غير حضاريّة أو لائقة.
الخاتمة
في الرياضة يجد الإنسان نفسه، ويحافظ على ما وهبه الله إيّاه من صحة، ويجدّد خلايا جسده ويريح روحه، ويخلّصها من توترها، ممّا يعني ضرورة ممارستها بالشكل الذي يتناسب مع طبيعة أجسادنا وأوضاعنا الصحيّة للمحافظة على جسم سليم ومعافى، وهو ما يزيد قدرتنا على إفادة من حولنا، ونفع مجتمعاتنا، بشرط أن نمارس هذه الرياضة بأخلاقيّات عالية تمنعنا من إلحاق الأذى بأنفسنا، وبمجتمعاتنا، وبالآخرين.