العلم والعمل

لقد أنعم الله علينا بنعمة العقل، وميزنا به عن الباقي الكائنات الحية، فمن واجبنا تغذيته بكل ما هو مفيد من العلم، فالعلم والتعلّم هما أساسيات الحياة، وبدونهما لا يمكن للشعوب أن تنهض وتتطوّر، وفضل العلم علينا كبير، فإلى جانب أنّنا نحتاجه للعمل هو نور طريق حياة الإنسان، وحاميه من خطر الجهل، ولا بدّ من الإشارة دوماً إلى أنّ العلم والعمل مرتبطان ببعضهما البعض ارتباطاً قوياً، إذ لا يمكننا بدء أيّ عمل دون تعلمه في البداية.


أهمية العلم

إنّ أول آية نُزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي: (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، وذلك للدلالة على أهمية العلم والتعلّم، فالعلم نبراس يضيء للإنسان طريقه ويجعله متميّزاًً، وقد ميّز الله تعالى المتعلمين عن غير المتعلمين حين قال: (قل هل يستوي الذين يعملون والذين لا يعلمون إنّما يتذكر أولو الألباب)، أمّا إن سأل سال عن السبب وراء تمييز طلاب العلم والمتعلمين عن باقي الأفراد هو أنّهم أساس النهضة، وأساس التطور والتحضّر، وإعمار الأرض وإلّا فكيف يستوي الإنسان الذي قضى سنوات حياته في العلم والتعلّم، وسهر ليله في الإعداد لامتحاناته ودروسه بذلك لذي أقعده الكسل عن هذا كلّه ونام نومه الطويل!، وكيف يتساوى شخص اتّجه إلى ميادين الحياة مشمّراً عن ذراعيه لبناء المستقبل، ومساعدة الناس في المجتمع بعلمه عن ذلك الجالس في بيته لا يفعل شيئاً! فلكلّ مجتهد نصيب، ولكلّ صاحب جهد قدر هو آخذه.


علاقة العلم بالعمل

إن العلم والعمل يرتبطان ارتباطاً وثيقاً ببعضهما البعض، فالإنسان المتعلّم بحاجة إلى تطبيق ما تعلمه من خلال العمل لأنّه الطريق نحو تحقيق الأحلام والأهداف، وهو مرحلة جني ثمار المجهود التي بذلها بالتعلّم، بل يكاد يكون العمل هو الغاية الكليّة من التعلّم، وإلّا ما قيمة العلم إن ظلّ حبيس العقل دون تطبيق!، فالعمل بما تعلمناه هو أساس تطوّر المجتمع ونهضته من خلال تطبيق المهارات التي تم تعلمناها، ولا يعني دخول الفرد حقل العمل توقّفه عن العلم والتعلّم بل على العكس، إذ يجب على الإنسان الاستمرار في التعلم لمواكبة التطورات والتغيرات التي تحدث في العالم، واكتساب مهارات جديدة تدفعه للعمل بشكل أفضل، وبطريقة متقنة أكثر، إلى جانب أن العلم يساعد الإنسان على اكتساب خبرات جديدة تساعده على حل المشاكل التي تواجهه، وتوظيف طاقاته بطريقة صحيحة وموجّهة، فالعلم باختصار هو ربّان يوجّه سفينة العمل حتى تصل إلى وجهتها بسلام.


الخاتمة

إنّ العلم والعمل وجهان لعملة واحدة، فلا يمكن للعمل أن يتمّ إلا بوجود العلم والتعلم، فنحن بحاجة للعلم لإتقان العمل، والقيام به بأكمل وجه، فتطوّر المجتمع ونهضته مرتبط بالعلم والعمل، ولا ننسى أنّ÷ لطالما حثّنا الإسلام على العلم والعمل، كما حثّنا على إتقان العمل، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).



للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن الشباب ودورهم في المجتمع، موضوع تعبير عن الشباب