الكرم

الكرم هو السخاء، ويعني البذل والعطاء عن طيب نفس، ومن غير غاية ويكون ذلك في المال، أو الطعام والشراب، أو المشاعر، والكرم زينة الطباع، وسيّد الأخلاق، فهو خُلق دعا إليه الرسول صلّى الله عليه وسلّم بأقواله وأفعاله، بل وجاء في الكتاب الكريم حينما قال تعالى: (ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻳﺪﻙ ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ إلى ﻋﻨﻘﻚ ﻭﻻ ﺗﺒﺴﻄﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺴﻂ ﻓﺘﻘﻌﺪ ﻣﻠﻮﻣاً ﻣﺤﺴﻮﺭﺍً)، ففي هذه الآية يدعو الله إلى بسط اليد بكرم واعتدال، والابتعاد عن البخل والتقتير اللذين هما من أسوأ الطباع على الإطلاق.


مظاهر الكرم

تتعدّد مظاهر الكرم لتطال جميع مناحي حياة الإنسان، فقد أخطأ مَن ظنّ أنّها تقتصر على إنفاق المال فقط، فالكرم يكون بإنفاق المال في صور عديدة، ويكون أيضاً بإطعام الطعام، وسقي الشراب، وقد عُرف عن العرب قديماً كرمهم الشديد، وتفاخرهم في إكرام ضيوفهم، بل إنّهم قد تنافسوا في هذه الصفة بين بعضهم البعض على صعيد الأفراد والقبائل، فيُقال أنّ رجلاً أتاه ضيف مرّة فلم يجد ما يطعمه له فذبح فرسه وأمر زوجته بإعداد الطعام للضيف، ويُقال أن رجلاً آخر أمر زوجته بإلهاء أطفاله عن العشاء حتى نومهم لأنّ ضيفاً كان قد حلّ عليه ليلاً وليس في بيته زاد، فآثره على أطفاله وتظاهر بعطل في المصباح وامتنع هو عن الطعام حتى أكل ضيفه وشبع، وقد يستغرب البعض عندما يعرف بأنّ الكرم قد يكون في بذل المشاعر أيضاً بل إنّ كرم المشاعر أنبل، وأنفس، وأهم من كرم بالمال، فكريم المشاعر يعبّر عن مشاعره للأشخاص، ولا يبخل بالكلمة الطيبة والحب عليهم لعلمه بأنّ لذلك أطيب الأثر في النفس والروح.


الآثار الإيجابيّة للكرم

الكرم سيّد الطباع به يحصّل الإنسان رضا الله سبحانه وتعالى، وقد يكون باباً من أبواب دخول الإنسان الجنّة، فقد قال الرسول الكريم مرّة: (يا أيّها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام)، بالإضافة إلى انّه طبع يكسب الفرد حب الآخرين، كما أنّه سبب في تكافل المجتمع، وسد حاجات المعوزين فيه، وهو ما يجعل منه مجتمعاً مترابطاً، متماسكاً عصيّاً على الآفات المجتمعيّة الخطيرة.


محدّدات الكرم

لكل شيء حدّ يمنعه من التحوّل إلى الضد، فحتّى الكرم له حدود ليظلّ في إطار الأخلاق الحميدة، وأوّلها أن يكون هذا الكرم في موضعه، فلا يكرم الشخص مَن لا يستحقّ من البشر فإكرام اللئام من البشر قد يدفعهم إلى استغلاله لسوء تقديرهم، وألّا يضع الشخص ماله في موضع محرّم، كما يجب أن يكون الكرم بمقدار فلا يتحوّل إلى تبذير بغيض قد يُحاسب عليه الإنسان وهو ما لا يرجوه الإنسان.


الخاتمة

الكرم طبع جميل إن كان بحدود، ففيه مرضاة للرب، وتكافل يحلّ في المجتمع، وسعادة يشعر بها الإنسان في نفسه، فعلى الفرد أن يتحرّاه بما يستطيع وبالقدر الذي يستطيع.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن إكرام الضيف، تعبير عن المال