المقدمة

يرتبط ذكر شجرة جوز الهند في أذهاننا جميعاً بصورتها وهي تتراقص على الشواطئ ملوحة للشمس، وبالمظلات الشاطئية المصنوعة من أوراقها الجافة، وبذلك العصير اللذيذ المُستخرج منها، وأسقف بعض الأكواخ البسيطة في القرى، وكل ذلك صحيح فهذه الشجرة باسقة الطول تنمو على الشواطئ إذ يناسبها مناخها، وتُعد هذه الشجرة ذات الجذع الخشبي الطويل، والأوراق المنحنية أعلاه من أشجار الفواكه الاستوائية غير الموسمية، مما يعني أنّها تستمر في طرح ثمارها البنية اللذيذة طوال العام دون انقطاع.


أشجار جوز الهند

تضفي أشجار جوز الهند منظراً يزيد المكان الذي زُرعت فيه بهاء، فهي بسيقانها الصلبة الطويلة، ووريقاتها التي ينحصر وجودها في رأس ذلك الغصن لا تشابه أي نوع من الأشجار الأخرى سوى شجر النخيل، وهذه الشجرة كثيرة العطاء، إذ لا تتوقف عن طرح ثمارها كما معظم الأشجار في بعض المواسم، بل هي دائمة الطرح إذا تم تلقيحها بيد المزارعين، أو عن طريق بعض الحشرات والطيور، حيث تنمو تحت كل ورقة زهرة صغيرة تتحول إلى ثمرة جوز كبيرة مع مرور الوقت، تتكون من قشرة خارجية خشبية صلبة -إلى حد ما-، ولب أبيض، وسائل مائل إلى البياض داخلها، أمّا الجزء الخارجي الصلب منها فيكون باللون الأخضر قبل نضجه ثم يتحول إلى مظهره الخشبي رويداً رويداً ما يعني نضج هذه الثمرة اللذيذة، وجاهزيتها للكسر واستخراج ذلك اللب الأبيض المسمى باللغة الدارجة (جوز الهند)، حيث يتميّز بمذاقه اللذيذ الذي يؤهله ليكون مكوناً مهماً في بعض المأكولات والحلويات، ولكن لب هذه الثمرة ليس هو ما يُستفاد منه وحسب، حيث يتنافس أفراد العائلة في ثقب القشرة الخارجية الصلبة قبل كسرها لاستخراج الشراب من داخلها.


في هذا الشراب يكمن سر نكهة الثمرة كلها، فمن تذوقه يعرف عمّا أتحدث، إنّه مشروب طاقة منعش ومفيد في الوقت نفسه، فها هي جدتي تحدثني عن كم الفوائد التي يمكننا الحصول عليها جراء شربه، إذ يعمل هذا المشروب على غسل الكلى والمسالك البولية، كما يمد الشخص بالطاقة، بالإضافة إلى كونه عصيراً منعشاً لا سيما في فصل الصيف، ومن هذا المشروب نفسه يُستخرج زيت جوز الهند المفيد جداً للبشرة، والشعر، والمستخدم في الكثير من مستحضرات التجميل.


لا تنحصر فائدة شجرة جوز الهند بمنظرها الجمالي الفريد، أو بما تطرحه من ثمر فقط، بل يمتد إلى استخدام جذوعها الصلبة في صناعة ألواح خشبية لغايات صناعية عديدة، كما يستخدم ورقها بعد تجفيفه كأسقف للبيوت، أو لصنع المظلات الشاطئية، أمّا عن قشور ثمارها الخشبية فتستخدم في بعض الأشغال الحرفية، ولعب الأطفال.


الخاتمة

يقع الناظر في شجرة جوز الهند في سحرها، فهي عروس الشاطئ، وزينة الطرق البحرية بامتياز، وفي كل جزء منها للإنسان فائدة، فمن ثمرها اللذيذ يحلو المأكل والمشرب، ومن جذوعها تُصنع ألواح الأخشاب، ومن أوراقها تصنع الأسقف.