مدينة الجزائر

تُعدّ مدينة الجزائر عاصمة الجزائر وأكبر مدن دولة الجزائر من حيث عدد السكّان، وأكبر مدينة في مُدن المغرب العربي أيضاً وفقاً لنفس التصنيف أيضاً، فيما يُطلق على هذه المدينة العريقة والجميلة عدّة أسماء غير اسمها الذي أطلقه عليها الفينيقيّون الذين يُعتبرون أوّل من أسّسوا المدينة، إذ سمّوها إكوزيوم، أمّا فيما يتعلّق بمسمّياتها الحالية فهي عديدة، ومنها: الجزائر البيضاء، والمحروسة، والبهجة.


وصف مدينة الجزائر

تقع هذه المدينة الجميلة بجزأيها القديم الذي يتمثّل بالقصبة، والحديث الذي هو على مستوى ساحل البحر تقع في شمال وسط البلاد على الجانب الغربي لخليج البحر الأبيض، والمتجوِّل في هذه المدينة العريقة يستطيع أن يلمح فيها من الآثار ما يدلّل على ما تعاقب عليها من مراحل تاريخية كان قد ترك فيها كلّ عهد بصماته خالدة في أرجائها حتى غدت على ما هي عليه الآن من جمال، فالناظر في أرجاء هذه المدينة يلمح آثاراً خالدة تعكس الحضارة التي كانت قائمة قبل العهد العثماني، والتي يُعتبر أهمها المسجد الكبير الذي بُني عام 490 هجرية، والذي لا يزال حتى الآن لوحة فنيّة مبهرة للناظرين فيه من عشّاق الفن الإسلامي؛ لما فيه من تمايز في الزخارف والألوان، فيما عُرف فيه مبدأ التناظر في قاعات الصلاة، وفي الصحون.


أمّا عن بديع ما تركته الحضارة العثمانية فينعكس في آثار خالدة عديدة منها قلعة الجزائر، وقصر الرياس، ومتحف الباردو، وجامع كتشاوة وغيرها من المباني الضخمة التي يتعجّب الناظر في روعتها، وانعكاسات النمط العمراني العثماني الذي كان سائداً ذلك الوقت فيها، وإذا أمعن الناظر في هذه الهندسة البديعة لرأى أنّ كلّ منازل المدينة تطل على البحر، وتتمتّع بضوء الشمس، في ذات الوقت الذي يعدّ كل منزل فيها منزلاً مستقلاً تُراعى فيه حرمة الجار.


ترك الاحتلال الفرنسي أيضاً بصمته في مدينة الجزائر، وقد تمثّلت بالمباني السكنيّة الحضارية، والتجارية، والإدارية والتي يُعدّ مكتب البريد الرئيسي واحداً منها، إذ لا يزال موجوداً كنموذج للمباني الشرقية بزخارفه الدقيقة حتى الآن، فيما تتوزّع العديد من المعالم الحضاريّة التي تعكس وجه الجزائر المشرق بعد الاستقلال في أنحاء المدينة كلّها، ويُذكر منها: مقام الشهيد والذي هو نصب تذكاريّ للثورة الجزائرية، وحديقة التجارب الجميلة الواقعة في حيّ الحامة، وكنيسة السيدة الأفريقية التي يمكن الوصول إليها عبر التلفريك، إذ تُعدّ إحدى اهم المعالم التي يقصدها السيّاح، وساحة الأمير عبد القادر التي شُيّدت كذكرى لأمير المقاومة الشعبيّة عبد القادر الحسينيّ.


تضجّ هذه المدينة النابضة في الحياة ووسائلها المتعدّدة، فتُلمح فيها شبكات النقل بالقطار، وحافلات النقل الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى وجود المطارات، والموانئ ووسائل النقل البحري، والمتاحف، والمهرجانات، والنوادي الرياضيّة ومنها أكبر مجمّع رياضي في الجزائر كاملة يحتوي على ملاعب ومسابح أولومبيّة، بالإضافة إلى العديد من ملاعب التنس.


الخاتمة

تمتلك مدينة الجزائر العريقة إرثاً حضارياً ضخماً تركته فيها الحضارات التي تعاقبت عليها، واكتمل هذا الإرث بطيبة شعبها، وولائه وانتمائه لقضايا وطنه وأمّته ممّا زاد هذه المدينة جمالاً، ورونقاً، وازدهاراً.