طرابلس

إنّها عروس البحر المتوسّط كما عُرف عنها لشدّة جمال بساتينها، وبياض مبانيها، وهي أيضاً (طرابلس الغرب) حيث جاء هذا اللقب لتمييزها عن طرابلس الشام الواقعة شمال لبنان، وهي أكبر مدينة في ليبيا تقع في الشمال الغربي لها، وكان ممّا زاد هذه المدينة جمالاً فوق جمالها، وحسناً فوق حسنها أنّها أُقيمت على رأس صخريّ مطلّ على البحر الأبيض زادها بهاءً، وجمالاً، وشموخاً، إنّها طرابلس الليبيّة وعاصمتها.


وصف مدينة طرابلس

تعود نشأة هذه المدينة للقرن التاسع قبل الميلاد حيث تشير الحفريّات وجذور التاريخ إلى نشأتها على يد الفينيقيين، فيما يعود تاريخ اسمها للإغريق الذين كانوا يسمّونها (تريبولي) بمعنى المدن الثلاث، ويشير التاريخ وما تركته الحضارات على أرضها إلى تتابع العديد منها على هذه المدينة فكان منها الحضارة العثمانيّة، والإسبانية، والإيطاليّة، حيث كان لهذه المدينة بما تحتلّه من موقع استراتيجيّ، وميناء بحريّ حصين، وثروات متعدّدة، يدٌ في توجّه الأنظار إليها على مدى العصور.


تضم هذه المدينة الجميلة العديد من المظاهر الحضارية التي قد تفاجئ الزائر، فيلمح فيها المطارات، والفنادق الفاخرة، والمصارف المنتشرة في أرجائها كافّة، والمستشفيات، فيما يجد العديد من المساجد العريقة مثل مسجد سيدي شعب، وسيدي سالم المشّاط، وجامع ميزران وغيرها، أمّا عن معالمها السياحيّة التي تنشط صيفاً فمنها السرايا الحمراء أو ما يُسمّى بقلعة طرابلس، والتي سُمّيت بهذا الاسم لأنّ أجزاء منها كانت تطلى باللون الأحمر، والمدينة القديمة التي تُعد بما تحتويه من محال تجارية ومقاهٍ، وآثار قديمة شيِّدت قبل 500 عام هي المركز العتيق للمدينة، وسوق الترك، والنصب التذكاري لمعركة عين زارة، ومدرسة الفنون والصنائع التي تُعنى بالصناعات الحرفيّة واليديويةّ التقليديّة، وغيرها الكثير الكثير، فيما تتنوّع لسياحة في هذه المدينة إلى سياحة ثقافيّة وأخرى ترفيهيّة.


المظاهر الحضارية والاقتصادية في المدينة

أشرق وجه هذه المدينة الحضاريّ عندما نالت لقب عاصمة الثقافة الإسلاميّة عام 2007م لما تحتويه من معالم إسلاميّة عظيمة، وما تزخر به من فنون إسلاميّة تعبّر عن هذه الثقافة كالفنّ الصوفيّ الأصل، بالإضافة إلى ما يُقام فيها من مهرجانات سنوية كمهرجانات الموشّحات الشعبيّة، ومهرجان المالوف وغيرها.


أمّا فيما يتعلّق بالناحية الاقتصادية فتُعتبر مدينة طرابلس مركزاً تجارياً واقتصادياً في دولة ليبيا؛ لما تحتوي عليه من مصارف موزّعة في شتّى أرجائها، بالإضافة إلى سوق الذهب الذي يسعى لمجاراة نظيراته في المنطقة العربيّة والأفريقيّة، وما تشهده هذه المدينة من نشاط تجاري متمثّل بأسواقها النابضة بالحياة، كسوقيّ الجمعة، وشارع أول سبتمبر وعمر المختار وما يحويانه من محال تجارية متعدّدة.


الخاتمة

لا يكتمل المشهد الحضاري لأي بلد أو مدينة إلأّ برقيّ ما فيها من مواطنين، ومدينة طرابلس تُعرف بطيبة مواطنيها، وحسن ضيافتهم للزائرين، وكرمهم، وهو ما يُضيف إلى هذه المدينة المزيد من الجمال والسحر، ويجعلها وجهة من وجهات السياحة.