وادي موسى

وادي موسى هو اسم لمدينة أردنيّة هي لواء مدينة البتراء، والتي كانت سبباً في ازدهار هذه المنطقة بشكل أو بآخر، ويقع وادي موسى في محافظة معان التي تبعد عن عمّان ما يقارب المئتين وخمسين كيلومتراً إلى الجنوب، وفي هذه المدينة يقطن ما يقارب الخمسة وعشرون ألف نسمة يتوزّعون فيها، ووادي موسى هو الاسم الحديث لمنطقة كانت تُسمّى قديماً بـ(الجي)؛ نظراً للجوء الناس لها قديماً للحماية والتحصّن عند الاضطرابات، أمّا عن مناخ هذه المدينة فهو بارد شتاء ومعتدل صيفاً، فيما يُذكر أنّ المنطقة شهدت خلال السنوات السابقة انهماراً شديداً للأمطار فيها على غير العادة.


معالم وادي موسى

اكتسبت منطقة وادي موسى أهميّة إضافية نظراً لكونها تضم إحدى عجائب الدنيا السبعة الحديثة، وهي مدينة البتراء الوردية، إذ إنّ أغلب مَن يقصد هذه المنطقة من سياح يقصدونها لزيارة هذا المعلَم الأخّاذ، فهذه المدينة المنحوتة في الصخر والذي يلزمك أن تقطع ممرّاً ضيقاً يصل طوله إلى السبع كيلو مترات تقريباً -وهو السيق- للوصول إليها، تستحقّ عناء التوجّه إلى جنوب المملكة الأردنية الهاشمية في رحلة طويلة نسبياً لزيارتها، ففيها سترى الخزنة، والدير، والمذبح، والمحكمة، وغيرها من المعالم التي ستبهرك بدقة صنعها، وجمالها.


ما إن يصل الزائر إلى هناك حتى تلامس وجنتاه نسمات هواء منعشة كأنّها ترحّب به، وأشجار الزيتون الشامخة ترسل له السلام، وبنظرة واسعة يلحظ الازدهار الكبير في تلك المنطقة، فعدد الفنادق هناك كبير، وهي تتنوّع لتلبي احتياجات السيّاح، ومستوياتهم، بالإضافة إلى وجود بعض المنتجعات أيضاً، والمحال التجارية موزّعة هنا وهناك يُباع فيها كلّ ما يخطر على البال، بالإضافة إلى المطاعم السياحيّة، والبازارات التي تعرض شتّى المنتوجات الوطنيّة من أوان فخارية، وتذكارات، وملابس تراثية مثل: ( الشماغ) وغيرها..


وعن سبب تسمية وادي موسى بهذا الاسم فهو نزول نبي الله موسى عليه السلام فيه، وعلمه بدنوِّ أجله، وأخذه حجراً تفجّرت منه اثنتا عشرة عيناً بإرادة الله تحوّلت إلى اثنتي عشرة قرية كانت كلّ واحدة منها لسبط من الأسباط، وبعد ذلك توفاه الله وسمّيت المنطقة باسمه وبقيت على حالها، وهذه رواية وردت في معجم البلدان كما أخبرتنا المعلمة.


الخاتمة

في بلدنا الحبيب الكثير من الآثار الخالدة التي يجب علينا زيارتها، والقراءة حولها، والعناية بها لتظلّ واجهة مشرّفة تعكس صورة وطننا الغالي على أجمل وجه، ووادي موسى الذي يضمّ مدينة البتراء هو إحداها، فواجبنا أن ننشر الوعي حول هذه الثروة الحضارية الثمينة، وأن نحافظ على نظافتها، كما علينا التعامل بشكل جيد مع السيّاح، وعدم استغلالهم بأي شكل من الأشكال، أو تزوديهم بمعلومات مغلوطة بخصوص أي شيء، لأنّ ذلك من الأفعال اللاأخلاقية، بالإضافة إلى ضرورة دعم القطاع السياحي في بلدنا لا سيما أنّ هذا القطاع يُعتبر من أكثر القطاعات المؤثّرة في اقتصاد الأردن.