المقدمة
جاءت أمي تحمل لي ولإخوتي خبراً ساراً مع اقتراب العطلة الصيفية تخبرنا فيه عن مخطط للسفر خارج البلاد في هذه العطلة، وقد طلب منها والدي أن تأخذ رأينا جميعاً لنحدد البلد التي سنسافر إليها، فسررنا جداً وانتابنا الحماس، فأخبرتنا أمي أنّ علينا التشاور فيما بيننا لاختيار الوجهة التي سنسافر إليها، وبأنها ستعود إلى الغرفة بعد ساعة من الآن لنخبرها بما اتفقنا عليه.
إبداء الرأي
شارفت الساعة على الانتهاء، ونحن لم نختر دولة للسفر إليها، وأصواتنا تتعالى وتتعالى دون نتيجة نهائية نعتمد عليها، وبينما نحن كذلك طرقت أمي الباب ودخلت مستاءة ممّا شاهدت، وأوقفت ما دار بيننا من نقاش، ثمّ سألت: ما سبب هذا الإزعاج يا ساري؟
فقال أخي ساري: لا شيء يا أمي، إننا نتناقش، ونحاول اختيار البلد التي سنسافر إليها، وكل واحد منّا يبدي رأيه في السفر إلى مكان ما، مما جعلنا نتأخر في الرد عليك.
فقالت: لكن ما أسمعه يا أولاد ليس نقاشاً، ولا أرى جوّاً مناسباً لإبداء الرأي، فإبداء الرأي يا أبنائي له شروط.
قالت لمى: وكيف يكون إبداء الرأي يا أمي؟
قالت أمي: يكون إبداء الرأي في البداية بعد اتفاقٍ من كل الأطراف على سماع آراء بعضهم البعض دون تحيّز لفكرة معينة، أو شخص معين، فيقول كل شخص رأيه بكل شجاعة، محاولاً إقناع الآخرين بوجهة نظره.
قالت سلمى: وماذا أيضاً؟
قالت أمي: يجب على الموجودين جميعاً الإنصات للمتكلم، وعدم مقاطعته، والتفكير في كلامه، وأفكاره، والنظر فيما إذا كانت صحيحة ويمكن تطبيقها أم لا.
قال ماجد: ولكن، قد تختلف آراء الناس عن بعضهم البعض يا أمي، هذا ممكن.
قالت أمي: بالطبع يا ماجد، لكن علينا جميعاً احترام آراء بعضنا البعض، وعدم السخرية منها مهما كانت، وإعادة التفكير بها مرة أخرى فربما تكون صحيحة.
قالت سلمى: معك حق يا أمي، لذا فإبداء الرأي أمر مهم جداً علينا أن نتعلمه جميعاً، حتى نكون أفراداً فاعلين في كل مكان نجلس فيه، وفي مجتمعاتنا طبعاً، فالتعبير عن الرأي من صفات الإنسان الواثق من نفسه وتفكيره.
فقالت أمي: وهو المطلوب، والآن سأترككم ربع ساعة إضافية تمارسون بها مهارة إبداء الرأي بكل هدوء، واحترام للآخرين.
الخاتمة
إنّ إبداء الرأي هو ما يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، إذ يجب أن يعبّر الإنسان عن نفسه بأدب، واحترام، دون مقاطعة الآخرين، أو السخرية من أفكارهم وآرائهم مهما كانت.
للمزيد من المواضيع: تعبير عن شخصية قيادية، تعبير عن شخصية مؤثرة