المقدمة

على الإنسان أن يتحلّى بصفات كثيرة حسنة تجعله إنساناً محبوباً يرغب الناس في التعرف عليه، وكسب صداقته، والأهم من ذلك أنّها تجعل الله راضياً عنه؛ لأن الدين دين معاملة كما نعرف، ومن هذه الصفات (الاحترام)، والإنسان الذي يتعامل مع كل من حوله باحترام وتهذيب يُسمى إنساناً محترماً، فما هو الاحترام؟ الاحترام يعني التعامل بأدب، وذوق، والتصرف بسلوك حسن مع الآخرين، فما أروع الاحترام، وما أجمله!.


صور الاحترام

للاحترام صور عديدة تندرج كلها تحت نوعين من أنواع الاحترام، وأول هذين النوعين هو احترام الإنسان لنفسه، فالإنسان المحترم هو إنسان صادق أمام نفسه والآخرين، وليس منافقاً، فلا تراه يفعل الأخطاء والسلوك السيء بعيداً عن الناس، ويتظاهر بالتهذيب والذوق أمامهم، فهو إنسان يستشعر مراقبة الله تعالى له وهذا يجعله مهذباً في أخلاقه سواء أكان أمام الناس أم بعيداً عنهم، أما الشكل الثاني من أشكال الاحترام هو احترام الإنسان للأشخاص الآخرين من حوله، ولهذا النوع صور كثيرة أيضاً.


إنّ من صور احترام الإنسان للآخرين هو احترام من هم أكبر منه سنّاً، ويكون ذلك بالإفساح لهم بالمجالس، وعدم رفع الصوت عليهم، أو الاستهزاء بهم، ومساعدتهم عندما يحتاجون المساعدة، مثل أن نساعد كبار السن في حمل الحاجيات، أو في عبور الشارع، أو في أي شيء آخر، ومن صور الاحترام أيضاً احترام من هم في سننا أو أصغر منّا حتى بالتعامل معهم بأخلاق وتهذيب، واحترامهم أثناء النقاش بعدم رفع الصوت عليهم، أو الاستهزاء بآرائهم وأفكارهم، والتواضع أيضاً صورة من صور الاحترام، إذ يجب علينا التواضع مع الآخرين مهما بلغنا من مناصب ومستويات.


أهمية الاحترام

علّمنا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلّم الاحترام، فكان يجلس مع أصحابه بكل تواضع ومحبة، ويمازحهم دون أن يجرح مشاعر أحد منهم، أو أن يسبب له الإحراج، وكان يسمع لآرائهم جميعاً، ويأخذ بالصائب منها، كما كان يحترم زوجاته، ويستمع لآرائهن، حتى أنه كان يحترم الصغار، ويكلمهم، ويمازحهم حينما يراهم يلعبون في الطريق، لذا يجب علينا أن نأخذه قدوة لنا؛ لأنّ الاحترام يجعل المجتمع متماسكاً، متحاباً لا يحقد فيه شخص على آخر، ولا يكره شخص فيه آخراً.


الخاتمة

الاحترام خلق عظيم علمنا إياه رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-، لذا علينا أن نتحلى به حتى يرضى عنّا الله تعالى، ويحبّنا الناس، فنترك في ذاكرتهم أثراً طيباً.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن التسامح، تعبير عن آداب الحوار