المقدمة

غزا فايروس كورونا أو كوفيد 19 كما يسميه العلماء العالم كاملاً طوال الفترة الماضية، فأثّر على مناحي الحياة كلّها، وقلل من تواصل الناس مع بعضهم البعض، فقد وضعت كل الدول بدون استثناء القوانين التي تضمن تباعد الأشخاص قدر الإمكان لتجنّب نقل العدوى، فمنعت التجمّعات، والاحتفالات، والاجتماعات، وحتى زيارات الناس لبعضهم البعض، وكان مما تأثر بهذا الفايروس التعليم، فقد تحوّل التعليم من تعليم حضوري إلى تعليم عن بُعد.


التعليم الحضوري والتعليم عن بعد

ها انا ذا أجلس اليوم أمام شاشة الحاسوب المحمول خاصتي، وأشاهد معلماتي وهنّ يشرحن الدروس، وينقلن إلينا المعلومات درساً وراء الآخر وقد حُرمنا متعة التعلّم عن قرب بسبب الفايروس الذي أصاب العالم بأسره، فأجلس وأتذكّر كم كانت جميلة أيامي هي مع صديقاتي عندما كان التعليم حضورياً يتطلّب منّا الذهاب يومياً إلى المدرسة، فقد كنّا نستيقظ صباحاً كل يوم بكل نشاط ونجهّز أنفسنا ليوم مدرسي جميل، ثمّ ننطلق في دروبنا إلى المدرسة سعيدين.


نصل المدرسة فنلقى الأصدقاء والمعلمين، ونصطف بالطوابير، فنتلقّى عبر الإذاعة المدرسية أجمل المعلومات، ونسمع أروع الأناشيد، والأشعار، ونشارك في المسابقات، ثمّ نصعد إلى صفوفنا التي بتنا نشتاقها جداً اليوم، ونشتاق إلى الجلوس فيها ساعات طويلة، فيدق جرس الحصة الأولى لننضبط في مقاعدنا، فتدخل علينا المعلمة بابتسامتها المعتادة وتسلّم علينا، وتبدأ بشرح الدرس، وطرح الأسئلة علينا، فيما نبدأ نحن بالمشاركة والتفاعل، والنقاش حول معلومات الدرس، لتعطينا بعدها واجباً نحلّه في الفصل ونتسابق إليها لتصحيحه، وما أجمل ما كانت تكتبه لنا على كراريسنا من عبارات تشجيعية أفتقدها الآن، بل كان الأجمل من ذلك بالنسبة لي حل الأسئلة والتمرينات على السبورة، ورائحة الطبشور وملمسه اللذين أشعر بهما الآن.


بالنسبة لي فالتعليم الحضوري أكثر فاعلية من التعليم عن بعد، وذلك لأننا نتفاعل مع معلمينا، ونسألهم بكل حرية عمّا لا نفهمه، ونشاركهم الحديث والنقاش، ونتواجد معهم في نفس المكان فنشعر بدافع كبير للتعلّم والدراسة، كما أننا نلقى أصدقاءنا ونتعلّم معهم، ونتساعد فيما يصعب علينا من تمارين ودروس، والتعليم الحضوري يتيح للطالب منّا الاستماع لأفكار زملائه وآرائهم بكل حرية، فيفكّر فيها ويأخذ منها ما يقتنع به، كما يبدي هو رأيه ويعطي أفكاره.


الخاتمة

انقطع حبل أفكاري وأنا أستمع لمعلمتي التي أوقفت الدرس وأخذت تناديني "رؤى رؤى، ما رأيك أنت؟"، فلم أعرف ماذا أجيبها، لكنني أيقنت ميزة أخرى للتعلم الحضوري وهي انتباه الطالب وعدم شروده خلال الدرس، فاعتذرتُ من معلمتي ودعوت الله أن تعود الحياة كما كانت، وأن يعود التعليم حضورياً من جديد.


للمزيد من المواضيع: تعبير عن المدرسة، تعبير عن طلب العلم