المقدمة

ها قد حلّ شهر رمضان الكريم علينا باليمن والبركة، وقد اعتدت على التوجه إلى المسجد في الشهر الكريم لصلاة جميع الصلوات فيه، وحضور بعض المواعظ ودروس الدين هناك، وإنّ من أجمل الدروس التي استمعت إليها إلى الآن درس عن الصدقات، وفضلها في المجتمع وحياة الإنسان، ومنذ ذلك الحين وأنا أضع حصالة إلى جانب سريري أسميها حصالة الخير، وأضع بها من الصدقات ما أمكنني ذلك.


فضل الصدقات

بدأ الإمام حديثه عن الصدقات فقال: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا)، والصدقة مقدار من المال يخرجه صاحبه عن طيب خاطر منه، بنية مساعدة الفقراء والمحتاجين، وسدّ حاجاتهم، وهو شكر من هذا الإنسان لله تعالى على ما رزقه من مال، وعمل، وأولاد وغيرها من النعم، والصدقة من أعظم عبادات هذا الدين، وإنّ أفضل الصدقات هي تلك التي يخرجها الناس بسرية تامة دون أن يعرف عنها الآخرون، ودون أن يمنّوا بها على الفقراء والمحتاجين كما نرى اليوم البعض ممّن يصوّرون مساعدتهم للمحتاجين بالفيديوهات والصور وينشرونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثلاً، وإنّ من أفضل الصدقات هي الصدقات التي نخرجها من أفضل ما نملكه من المال، أو الثمرات، وأكثر ما نحبّ من الحاجيات، وهذا ما كان يفعله الصحابة رضي الله عنهم، فسيدنا عمر رضي الله عنه مثلاً كان يتصدّق بالسكر لأنه يحبه، والسيدة فاطمة رضي الله عنها كانت تمسح الدراهم بالطيب قبل أن تتصدق بها، وذلك تطبيقاً لقول الله عز وجل: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)، فليس من أخلاق المسلم أن يتصدّق بما هو فاسد، أو غير صالح من الثمار، أو الملابس، أو غيرها.


فوائد الصدقة

للصدقة كما قال الشيخ فوائد عظيمة تعود على الفرد والمجتمع بالخير والبركة، ففي الصدقة تنميةٌ وزيادةٌ للمال، وتنميةٌ للأجر والثواب الذي يحصل عليه المتصدِّق عند الله، وفيها سدٌ لحاجات الفقراء والمحتاجين، وهي طريق لجلب السعادة إلى نفوسهم، ورسم الابتسامة على شفاههم، كما أنها وسيلةٌ لتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد، وسبب في انتشار الرحمة والتآخي والمودة بين الناس، وتحقيق مجتمع متماسك ليس فيه فقير. 


الخاتمة

أمرنا الله تعالى بالصدقة لنزكّي أنفسا من البخل، والطمع، وحب النفس، ولكي نربّيها على حب الخير ومساعدة الآخرين والشعور بهم، وفي الصدقة ثواب من الله تعالى، وتنمية لأموالنا وأرزاقنا.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن الإيثار، تعبير عن الكرم