المقدمة

ها نحن اليوم نلملم أثاث البيت وحاجياتنا استعداداً للانتقال إلى حيّ جديد، أنا متحمسة لهذه التجربة الجديدة، لكنني أشعر بالقلق قليلاً، فأنا فتاة اجتماعية تحبّ تكوين الصداقات، لكنني أخشى من الصداقات المزيفة التي تنتهي عند أول موقف، وأبحث دوماً عن صديقة وفية نظلّ أنا وهي صديقتين العمر كلّه، كما أنني حزينة لفراق صديقتي سارة التي استمرت صداقتي معها عشر سنين حتى اليوم، أتمنى أن تجري الأمور على ما يرام.


الصديق الوفي

في أول يوم دراسي لي في هذه المدرسة أتعامل مع جميع الزميلات بمودة وطيبة فهذا مطلوب مع الجميع، لكنني أجلس الآن تحت المظلة وأتذكّر صديقتي الوفية سارة، والتي تعرفت عليها وأنا في الروضة، حتى أنّ صداقتنا استمرّت حتى الآن، فسارة صديقة وفية تحب لي الخير دوماً كما تحبّه لنفسها، وهذا ما رأيته منها في مواقف عديدة، كما أنّها تنصحني وتصحح لي أخطائي بالسر دون أن تحرجني أمام الحاضرين إن بدر مني خطأ ما، وأنا كذلك، فقد اتفقنا على هذا الأمر سابقاً.


وهي فتاة صادقة وخلوقة، وهذا أمر مهم جداً، لأنّ الإنسان يتأثّر بصديقه، فتتشابه صفاتهما مع الزمان، وبالتالي يجب أن تكون أخلاقه جيدة، وسارة فتاة مجتهدة وغير مهملة لا بواجباتها المنزلية، ولا بوالديها وإخوتها، ولا بدروسها، وهي تحثني دوماً على برّ والديّ، ومساعدة إخوتي، وفعل الخير، وتذكرني بطاعة الله والصلاة على وقتها دوماً، وإن غبتُ لسبب ما تسأل عني، وإن احتجتها في موقف معيّن تقدّم لي المساعدة مهما كانت مشغولة، نتحدّث سوياً، ونناقش الكثير من الأمور ذات الفائدة، وإن وسوس لي الشيطان مرة لأتحدّث عن أحد ما بسوء تمنعني من ذلك، وتخبرني بأنّ هنالك الكثير مما يمكننا الحديث حوله.


مع سارة أشعر أنّ أسراري في بئر، فلا أذكر أنني أخبرتها سراً مرة، ثمّ وجدت أحداً يعلمه، وهذه الفتاة ذات قلب طيب لا تعرف الغيرة أو الحقد، فهي تحب لي الخير وتفرح لي عند نجاحاتي، وتحزن معي عند فشلي أو حزني، وتحفّزني حتى أصبح أقوى وأعاود المحاولة، أما إن تخاصمنا يوماً -وهذا قليل جداً-، فلا تطيل الخصام، وتكون هي البادئة بالكلام والصلح، حتى أنني أخجل منها في ذلك، وبدأت أتعلم هذا الخلق الحسن منها.


الخاتمة

أجلس وأفكر بسارة ووفائها، فيما أتنبه لنداء فتاة تناديني باسمي: هيفاء، هيفاء، فقلت: نعم

-ألا تريدين أن نلعب ونلهو قليلاً؟، أنت فتاة جديدة هنا ومن حقك علينا أن نصاحبك ونتعرف عليك.

-لا بأس هيا بنا، ولكن ما اسمك؟

-اسمي سارة

-سارة!، هيا بنا

وقلت في سري: أتمنى أن تكوني تلك الصديقة الوفية الجديدة التي أبحث عنها، فالصديق الوفي نادر هذه الأيام.


للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن وصف صديق، تعبير عن نصح صديقك عن السرقة