المقدمة
منح الله الناس نعماً عظيمة لا تُعدّ ولا تُحصى، وإنّ من أكبر هذه النعم التي قد نغفل عن شكر الله عليها أحياناً، وقد ننساها نعمة العائلة، فوجود عائلة تحتضن الإنسان، يعود فيجدها بانتظاره كل يوم من الخارج، هي أكبر النعم على الإطلاق، وهذا ما كنتُ أفكذر به وأنا أرى تلك الفتاة الصغيرة التي لم تبلغ الحادية عشرة من عمرها نائمة تحت الجسر بلا مأوى، أو عائلة تحيط بها، وتخاف عليها.
نعمة العائلة
أجلس هنا وسط عائلتي وأنا أتخيل لو لم يكونوا موجودين يوماً ترى كيف كانت ستكون حياتي؟ كيف ستكون حياتي دون ابتسامة أبي عند عودته من العمل، وسؤاله الدائم عنّي، ورعايته لي، واطمئنانه عن أحوالي، ونصحه لي عند ترددي في شيء ما، أو عند وقوعي في مشكلة، أو من غير أمي، تلك المرأة التي تنير ابتسامتها البيت، ويملأ دفؤها وحنانها أرجاءه، فهي من تبثُّ بنا الأمل، وهي من ترعانا بحضور أبي وغيابه، وهي من تربينا تربية صالحة وتهيؤنا للخروج إلى المجتمع بشخصية صالحة نافعة، أمّا إخوتي وأخواتي فهم أصدقائي الذين أواجه بهم كل صعوبات الحياة، وأتشارك معهم أفراحي وأحزاني، وأقاسمهم متاعبي ليخففوها عنّي، وأطلعهم على أسراري وكلي ثقة بأنها في أمان.
عائلتي هي الحضن الدافئ الذي أشتاق أن أعود إليه بعد يوم طويل في الخارج، فالعائلة مكان الإنسان الآمن مهما قست عليه الدنيا، الذي فيه يجلس ويضحك، ويتحدّث براحة تامة دون الخوف من اللوم أو الانتقاد، فأفراد العائلة الواحدة كالجسد الواحد، مترابطة أعضاؤه تشعر ببعضها البعض، وما أجمل جلسة العائلة وأحاديثها، وصوت ضحكات أفرادها حين تنطلق كصوت واحد وتنبعث في الأرجاء، وما أجمل الاماكن حين نذهب إليها مع العائلة مهما كانت بسيطة، فالعائلة هي ما يعطي الأشياء روحاً جميلة ونكهة مميزة، والإنسان دون عائلته ضعيف، يتكالب عليه الأعداء، وبعائلته قوي يهابه الناس، لذا على الإنسان أن يفخر بأمه وأبيه وإخوته، وألّا ينكر فضلهم عليه مهما علا شأنه، فهم أصل وجوده.
الخاتمة
العائلة هي أثمن شيء في هذه الحياة، فهي أساس حياتنا، ووجودنا، وقوتنا، لذا علينا أن نشكر الله على نعمة العائلة، وأن نفخر بأننا جزء منها، وأن ندعو الله أن يديم علينا هذه النعمة
للمزيد من المواضيع: تعبير عن الاعتناء بالعائلة، تعبير عن الروتين اليومي