المقدمة

قيل قديماً "القناعة كنز لا يفنى"، فجلستُ أفكّر ترى كيف تكون القناعة كنز لا يفنى، وما هي القناعة أصلاً، هل تعني أن أقبل بما لدي فأقعد عن العمل والجد للتقدم والنجاح؟، أم ماذا؟ فقررتُ سؤال معلمتي عمّا يدور في بالي علّي أفهم الفرق بين القناعة والتكاسل، فقد تشتت تفكيري، فعندها سأجد الإجابات الشافية.


القناعة كنز لا يفنى

طرحتُ على معلمتي حسناء أسئلتي، فأثنت على نباهتي وقالت: انظري يا عزيزتي إن القناعة هي الرضا بما يملكه الإنسان من نعم، والاكتفاء بها، وعدم النظر لما يمتلكه الآخرون، والتحسّر عليه، والشعور بالحزن والغضب لعدم امتلاكه، سواء أكانت هذه النعم في المال أو الممتلكات، أو في مستوى الشخص التعليمي، أو في شكله وصحته، وغيرها من الأمور.

-ولكن هل تعني القناعة عدم السعي للتطوّر والنجاح يا معلمتي؟

-لا طبعاً يا ابنتي، فالسعي للتطوّر والنجاح مطلوب دائماً لكن بشروط، الأول أن يكون الإنسان راضياً بما لديه خلال سعيه للأفضل، وشاكراً لله رب العالمين على نعمه، فإذا حصّل ما أراد كان ذلك خيراً إضافياً، وإن لم يحصّله فما يمتلكه هو خير، أما الشرط الثاني فأن يكون سعيه هذا لنفسه، فهو يريد التقدم لنفسه وأمام نفسه لا أن يريد التقدم من أجل أن يصبح أفضل من فلان، أو أن يمتلك مالاً أكثر من فلان، أو لكي يصبح أجمل من فلان، فهذه المقارنة يا ابنتي، والنظر إلى ما في يد الآخرين من نعم سترهق فكر الإنسان، وتصيبه بالحزن والكآبة، وتنغّص عليه حياته.

-صحيح يا معلمتي، فلا يستمتع بما لديه من نعم بانشغاله بما لدى الآخرين من نعم أخرى.

-هذا ما أقصده بالضبط، ولو علم الإنسان يا ابنتي أنّ رزق الله له مكتوب، فلن يرهق نفسه بالتفكير، والقلق، والرغبة بامتلاك كل ما في الدنيا من نعم، فليس هناك مخلوق على وجه الأرض يمتلك كل ما يرغب، فمن يمتلك المال قد يفتقد إلى الأولاد، أو الصحة أو غيرهما، ومن يمتلك الأولاد قد يفتقد إلى الصحة والمال أو غيرهما، وهكذا.

-نعم يا معلمتي، فالله سبحانه وتعالى عادل وزّع الأرزاق كلّها بالعدل.

-هذا صحيح يا سلمى ولو أدرك الإنسان هذا الأمر، وأدرك أنّ رزقه مكتوب فقعد يستمتع به ويشكر الله عليه، لأراح نفسه كثيراً.

-صحيح يا معلمتي، والآن فهمت معنى "القناعة كنز لا يفنى"، وهو أنّ من يمتلك القناعة كأنه يمتلك كنزاً لا يخاف من نفاده، فيعيش حياته مرتاحاً، غنياً بما أنعم الله عليه من نعم.


الخاتمة

القناعة خلق جميل يجب أن يربي الإنسان عليه نفسه، فينظر دوماً لما منحه إياه الله من نعم، ويشكره عليها، ويعيش سعيداً بها.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن المال، تعبير عن التسامح