فضل الوالدين
خصّ الله تعالى الوالدين برحمته، وجعل رضاهما أحد أهمّ الطرق لرضاه، فالأب ربّ البيت وعاموده، والأم جنّة الله على الأرض، اجتمعا سويّاً ليكملا بعضهما البعض برسالةٍ ساميةٍ أساسها الأبناء، لذا كانا الأحقّ بالبرّ والإحسان، والطاعة والخير.
برّ الوالدين
الوالدان هما أوّل الصور التي ترتسم في مخيلتنا منذ لحظة الولادة، وتستمرّ تلك الصّورة تنمو وتكبر وتتضح كلّما كبرنا وتقدّمنا بالعمر، فالوالدين هما هبة الله ونعمته العظيمة التي وهبها لنا، فهما الحنان والرّحمة، وهما باب دخولنا إلى الجنّة، وقد اتفقت جميع الأديان على طاعة الوالدين، بل كانت طاعتهما فرضاً على كل إنسان، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: (وقضى ربّك ألا تعبدو إلا إياه وبالوالدين إحسانا إمّا يبلغنّ عندك الكبَرَ أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقُل لهما قولاً كريما).
وهنا يظهر أمر الله بمنع معارضة الأب والأم، أو التأفف في وجههما لأي سببٍ كان، ووجوب الخضوع لهما ولرغباتهما حتّى وإن كانت ضد رغباتنا، فبرّ الوالدين يجلب رضا الله، ورزقه وبركته للإنسان البارّ طوال حياته، أمّا عقوقهما فيبعث على غضب الله الشّديد وسخطه على العاق مهما بلغت عباداته الأخرى.
كيفية برّ الوالدين
يكون برّ الوالدين بردّ المعروف لهما عندما نكبر بالإحسان لهما، وعدم إهمالهما أو هجرهما لأي سببٍ كان، وعدم معصيتهما والتطاول عليهما، وبخدمتهما بكلّ حب دون تذمّر، ومعاملتهما معاملة صالحة بارّة، وعدم الإلقاء بهما في دور المسنين للتخلّص من أعبائهما، وتلبية حاجاتهما من مأكل، ومشرب، وملبس، ومؤانستهما في وحدتهما، واصطحابهما إلى ما يحبّانه من أماكن، ويكون برّ الوالدين أيضاً بالافتخار بهما امام أصدقائنا ومعارفنا، وعدم جحود فضلهما علينا.
الخاتمة
الوالدان هما كنز لا يعرف قيمته حقّ المعرفة إلّا اليتيم الذي حُرم منهما أو من أحدهما، ونحن بوجود والدينا نشعر بالأمان، والبركة والرّحمة بفضل رعايتهما وخوفهما الذي لا يتوقّف حتّى لو كبرنا، وبفضل سؤالهما عنّا الذي لا ينقطع، فالوالدان يكرّسان نفسيهما لنا حتى آخر يومٍ في أعمارهما، فلنكن لهما، ولنعش لأجلهما وإن رحلا، فالعمل الصالح الذي نعمله يصلهما بلا شكّ ولا ينقطع.
للمزيد من المواضيع: تعبير عن فضل الوالدين، تعبير عن طاعة الوالدين