المقدمة
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا).
الوالدين هما هبة الله لكلّ إنسانٍ، فالآية الكريمة السابقة من سورة الإسراء تؤكّد المكانة العظيمة للوالدين، حيث إنّ الإحسان إلى الوالدين يأتِ مباشرةً بعد طاعة الله عزّ وجل، وتحريم معصيتهما بأي شكلٍ من الأشكال، سواء أكانت بالقول أو بالفعل، فالعاق لوالديه لا يحصد إلا غضب الله عليه؛ لأنّه قد عصى أوامره، لهذا فرض عليه برّهما، ووصلهما، والإحسان إليهما كما صبرا عليه في صغره، وربياه حتى بلغ أشدّه دون تذمرٍ.
فضل الوالدين
فضائل الوالدين كثيرة لا حصر لها تبدأ بما يقدمونه من منذ لحظة الولادة حتّى يبلغوا أشدّهم، ولا تتوقّف تضحياتهم حتّى عندما يكبر الأبناء، فالآباء يرون أبناءهم ما يزالون صغارًا مهما بلغوا من الكبر، ومن أهمّ الفضائل للآباء هي التضحية، فالتضحية هي غريزة في أعماق الوالدين، فالأم وبرغم مشقة الحمل وتعبه إلا أنها تصبر لمدّة تسعة أشهرٍ بشوقٍ وحبٍّ حتّى يخرج صغيرها للحياة، وتصبر على الآلام الكبيرة التي لا يتحمّلها إلا الأم في المخاض، وتنسى كل ما مرّت به من أوجاعٍ عظيمة في اللحظة التي يصبح صغيرها بين يديها، وتبدأ بعدها رحلتها الطويلة من المشقّة، والتعب، من سهرٍ وإرضاع، ومتابعة، وتدريس، ومراقبة، وتمتد تلك السنوات لأعوامٍ طويلة وهم بوصلة حياتها، حتّى أنّها كثيرًا ما تنسى الاعتناء في نفسها وهي تتابعهم من كلّ النواحي، أمّا الأب فيخرج منذ الصّباح الباكر للعمل؛ لتأمين حياةٍ كريمة لصغاره، يُعطيهم ويُسعدهم، ولا يحرمهم دون سؤالهم عن مقابل، ويسعى بجدٍ وجهدٍ باذلًا كل ما يملك حتّى يكبر الصغار، ويوصلهم إلى برّ الأمان.
أمّا التربية والرّعاية فهذا البذل الذي لا يستطيع أن يصبر عليه أحد غير الوالدين، فهم يضحّون براحتهم، وصحتهم، وكل ما يملكون في سبيل سلامة صغارهم، وزرع بذور الخير في أعماقهم من خلال التربية الصالحة، ولهذا كان رضاهم من رضى الله، الذي يعلم حجم معاناة الوالدين وتضحيتهما.
الخاتمة
الوالدين هم نعمة الله على البشر، ورضاهم هو السبيل إلى رضى الله، والوالدين كنزٌ عظيم لا يعرف قيمته إلّا من حرم من والديه أو أحدهما، فيا رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا.
للمزيد من المواضيع: تعبير عن فضل الأم، تعبير عن برّ الوالدين
