حسيبة بن بوعلي
وقفت المرأة العربية جنبًا إلى جنب مع الرجل في كافة ميادين الحياة؛ فكانت الأم، والمعلمة، والممرضة، ولم تثنيها أنوثتها عن الخوض في ميادين القتال، والدفاع عن كرامة الوطن؛ فكانت المناضلة، وأيضًا الشهيدة، أمثال بطلات الجزائر جميلة بوحيرد، ومليكة قايد، وحسيبة بن بوعلي.
من هي حسيبة بن بوعلي
حسيبة بن بو علي أصغر شهيدات الجزائر، ولدت حسيبة في مدينة الشلف لأسرةٍ ميسورة الحال اقتصاديًّا وذلك في 18 كانون الثاني/ يناير 1938 م، وبعد عشرة أعوامٍ انتقلت مع عائلتها إلى الجزائر العاصمة، وبذلك تسنّى لها الانضمام إلى مدرسة فيها، تميَّزت حسيبة بالذَّكاء الحاد، والشَّجاعة، واهتمامها بالشأن العام، وانضمَّت إلى اتحاد الطلبة، أو ما كان يُعرف بالكشَّاف الإسلامي، وانتقلت معهم في أرجاء البلاد مُطّلعةً على أحوال الشعب، وآثار الاستعمار الغاشم الذي ينادي بالأخوة والحقوق، لكنّه يعتدي على الأملاك، ويمارس أساليبه الوحشيَّة دون حسيبٍ أو رقيب، تأثَّرت حسيبة بما عاينت وسمعت، ما دفعها للالتحاق بالثورة التحريريَّة ضمن صفوف الفدائيين، والعمل معهم في صنع، ونقل القنابل، وكان عمرها آنذاك 17 سنة، ساعدها في ذلك وظيفتها في مشفى كممرضةٍ، ومسؤولة عن المختبر، فكانت تهرّب المواد الكيماويِّة للفدائيين ليستخدموها في صنع المتفجِّرات. قُبيل وفاتها بـ 23 يوماً كتبت حسيبة إلى والديها: "إنّ الأمر فظيعٌ عندما نكون بعيدين عن الأسرة، تعلمون أنّني من المبحوث عنهم بكثرة بالجزائر العاصمة، يعني أنّه لا يُمكنني أبدًا أن أفعل شيئًا، فإذًا قررت أنّه من واجبي الالتحاق بالجبال، حيث سأكون ممرضةً، أو حتَّى إذا اقتضى الأمر أن أحمل السِّلاح، وهذا ما أتمناه من قلبي".
استشهاد حسيبة بن بوعلي
في مطلع أكتوبر سنة 1956م اكتشف العدو أمرها فغادرت المنزل العائلي، ثم لحقت بركب المجاهدين في حي القصبة العتيق وسط الجزائر العاصمة، فواصلت عملها الفدائي بتفانٍ وشجاعةٍ، مما دفع المخابرات الفرنسيَّة لتكثيف البحث عنها إلى أن تمّ الوصول لمكانها، فقاموا بمحاصرة المكان، وذلك في 8 أكتوبر 1957م، وعند رفض حسيبة وزملائها تسليم أنفسهم، قام الجيش الفرنسي بنسف المبنى الذي كان يأويها مع ثلاثٍ من رفاقها.
الخاتمة
قامت الدَّولة بتسجيل جامعة باسم حسيبة بن بوعلي، كما أطلقت اسمها على أحد شوارع العاصمة تكريماً لهذه الشخصية الوطنية العظيمة التي ضحّت بحياتها رخيصة فدى تراب الوطن، رحلت حسيبة بو علي وقد خطّت حروف اسمها بماء الذهب على صفحات التاريخ لتقرأ عن بطولاتها كل الأجيال القادمة.
للمزيد من المواضيع: تعبير عن شخصية مؤثرة، تعبير عن شخصية نسائية إسلامية